التي أودعها محمد بن إسماعيل البخاري في الجامع الصحيح، فأحدُ من رواها ولم يختلف عليه -علمي-: عبد الله بن المبارك، وهو أحفظ من رواه عن عاصم الأحول، والله أعلم".
وقد رد ابن عبد البر الحديث وأعله بالاضطراب، فقال في الاستذكار (٢/ ٢٤٨): "وهو حديث مختلف فيه، لا يثبت فيه شيء لكثرة اضطرابه".
قلت: بل هو حديث صحيح محفوظ، والعمدة على رواية الأكثر والأحفظ، والله أعلم.
***
١٢٣١ - . . . محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، قال: أقام رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بمكة عامَ الفنح خمسَ عشرةَ [ليلةً]، يقْصُرُ الصلاةَ.
قال أبو داود: روى هذا الحديث عبدة بن سليمان، وأحمد بن خالد الوهبي، وسلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، لم يذكروا فيه: ابن عباس.
حديث شاذ، صوابه مرسل
أخرجه ابن ماجه (١٥٧٦)، والبيهقي في السنن (٣/ ١٥١)، وفي الدلائل (٥/ ١٠٥)، وابن عبد البر في الاستذكار (٢/ ٢٤٨).
رواه عن محمد بن سلمة الباهلي الحراني [ثقة]: أبو جعفر النفيلي عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل الحراني [ثقة حافظ]، وأبو يوسف الصيدلاني محمد بن أحمد بن محمد الرقي [ثقة حافظ].
ومحمد بن سلمة له أوهام على ابن إسحاق، منها على سبيل المثال: ما تقدم معنا قريبًا في السنن برقمي (١٠٣٢ و ١٠٦٤)، وقد أعل أبو داود روايته هنا بالإرسال:
قال أبو داود: "روى هذا الحديث عبدة بن سليمان، وأحمد بن خالد الوهبي، وسلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، لم يذكروا فيه: ابن عباس".
* ورواه عبد الله بن إدريس [كوفي، ثقة ثبت]، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري،
عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، قال: أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أقام حيث فتح مكة خمسَ عشرةَ، يقْصُرُ الصلاةَ حتى سار إلى حنين.
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٢٠٧/ ٨١٩٦) و (٧/ ٤٠٨/ ٣٦٩٣٥)، والطحاوي (١/ ٤١٧)، والبيهقي (٣/ ١٥١).
رواه عن ابن إدريس به هكذا موصولًا: أبو بكر بن أبي شيبة [ثقة حافظ]، وأبو سعيد عبد الله بن سعيد الأشج [ثقة].