للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال البيهقي: "كذا رواه، ولا أُراه محفوظًا".

• خالفهما: الحسن بن الربيع: ثنا ابن إدريس، عن ابن إسحاق، قال: وحدثني محمد بن مسلم: ثم أقام رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بمكة خمسَ عشرةَ ليلةً يقصر الصلاة حتى سار إلى حنين. كذا في السنن، وفي الدلائل: قال: حدثنا ابن إدريس، قال: حدثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن مسلم بن شهاب، ومحمد بن علي بن الحسين، وعاصم بن عمر بن قتادة، وعمرو بن شعيب، وعبد الله بن أبي رُهم، قالوا: لما افتتح رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أقام بها خمسة عشر.

أخرجه البيهقي في السنن (٣/ ١٥١)، وفي الدلائل (٥/ ١٠٦).

قال البيهقي في السنن: "هذا هو الصحيح مرسل".

قلت: وهو كما قال؛ فإن الحسن بن الربيع البجلي الكوفي: ثقة، من أثبت أصحاب ابن إدريس، قال ابن أبي حاتم: "سمعت أبي سئل عن حديث لابن إدريس، فقال: حدثنا أوثق أصحاب ابن إدريس؛ الحسن بن الربيع" [التهذيب (١/ ٣٩٥)، الجرح والتعديل (٣/ ١٤)، تاريخ بغداد (٨/ ٢٦٦)].

* وعلى هذا: فالمحفوظ عن ابن إدريس: مرسل، وقد تابعه على إرساله، جماعة من أصحاب ابن إسحاق:

فقد رواه يزيد بن هارون [ثقة متقن]، وعبدة بن سليمان [ثقة ثبت]، وزياد بن عبد الله البكائي [ثقة ثبت في مغازي ابن إسحاق، وفي غيره فيه لين]، وأحمد بن خالد الوهبي [حمصي صدوق، مكثر عن ابن إسحاق]، وسلمة بن الفضل [الأبرش: ثبت في ابن إسحاق، وفي غيره يخطئ ويخالف]، ومحمد بن عمر الواقدي [متروك]:

قال يزيد: أخبرنا محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، قال: أقام رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- عام الفتح بمكة خمسَ عشرةَ ليلة يقصر الصلاة حتى سار إلى حنين. وفي رواية البكائي [في سيرة ابن هشام]: أقام رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بمكة بعد فتحها خمسَ عشرةَ ليلةً يقصر الصلاة.

أخرجه الواقدي في المغازي (٢/ ٢٩١)، وابن سعد في الطبقات (٢/ ١٤٣)، وابن هشام في السيرة النبوية (٥/ ١٠٣ - ١٠٤) [وابن هشام يروي السيرة عن ابن إسحاق بواسطة: زياد بن عبد الله البكائي]. وابن جرير الطبري في التاريخ (٢/ ١٦٥)، وعلقه أبو داود هنا في السنن (١٢٣١).

قال البيهقي في الدلائل: "هذا منقطع، والأصح: رواية ابن المبارك عن عاصم الأحول، التي اعتمدها البخاري رحمه الله تعالى".

لكن ذهب ابن عبد البر في الاستذكار (٢/ ٢٤٨) إلى تثبيت رواية الوصل، وقال: "ليس فيهم من يقاس بابن إدريس، وقد تابعه محمد بن سلمة، وزيادة مثلهما مقبولة".

قلت: المحفوظ عن ابن إدريس الإرسال، ولو فرضنا أن الوصل هو المحفوظ عن

<<  <  ج: ص:  >  >>