٣٤٦/ ٢٢٥٩)، والطحاوي في أحكام القرآن (٣٥٨ - ٣٦٠)، وابن بشران في الأمالي (٨٦٥)، وابن حزم في المحلى (٥/ ٢٦)، وفي حجة الوداع (٢١٢)، والبيهقي (٣/ ١٣٦ و ١٤٥ و ١٥٣)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٤/ ١٧٥/ ١٠٢٧).
° قلت: حديث ابن عباس المتقدم في مكثه -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بمكة تسعة عشر يومًا إنما هو في فتح مكة، كما دل عليه سياق الحديث ورواياته، وأما حديث أنس هذا فإنما كان في حجة الوداع، ففي رواية معاذ عن شعبة [عند مسلم]: خرجنا من المدينة إلى الحج. . . الحديث، وفي رواية عمرو بن مرزوق عن شعبة [عند البيهقي]: خرجنا مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فحججنا معه. . . الحديث، وتابعهما عقبة بن خالد [عند ابن الجارود]، فهما واقعتان متغايرتان، وقد قال بالتفريق بينهما جماعة من الأئمة، منهم: مالك بن أنس، قال:"هو في حجة الوداع" [التوضيح لابن الملقن (٨/ ٤٣٥)، وانظر: الفتح لابن حجر (٢/ ٥٦٢)]، ومنهم: أحمد بن حنبل، حيث قال:"وكذلك حديث أنس -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- حيث قال: أقام بمكة عشرًا، فصيَّر أنسٌ هذا كله إقامةً، صبحَ رابعةٍ إلى آخر أيام التشريق" [مسائل الكوسج (٣١٢)]، ومنهم: الدارمي، فقال بعد الحديث:"وذلك في حجِّه"، ومنهم: ابن جرير الطبري، حيث أورد حديث أنس هذا في الاحتجاج به فيما صح عنده من الأخبار في قصر الصلاة في سفره -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إلى مكة في حجة الوداع، ومنهم: ابن المنذر، حيث قال:"ثابت عن رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أنه خرج إلى مكة في حجة الوداع فقصر الصلاة"، ثم أسند حديث أنس هذا، وبذا يُبحث عن مراد البخاري حين أورد حديث أنس هذا في: باب مقام النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بمكة زمن الفتح، وقد حاول ابن حجر الاعتذار له، حيث قال في الفتح (٨/ ٢١): "فظاهر هذين الحديثين التعارض، والذي أعتقده أن حديث أنس إنما هو في حجة الوداع، فإنها هي السفرة التي أقام فيها بمكة عشرًا، لأنه دخل يوم الرابع وخرج يوم الرابع عشر، وأما حديث ابن عباس فهو في الفتح، وقد قدمت ذلك بأدلته في باب قصر الصلاة، وأوردت هناك التصريح بأن حديث أنس إنما هو في حجة الوداع، ولعل البخاري أدخله في هذا الباب إشارةً إلى ما ذكرت، ولم يفصح بذلك تشحيذًا للأذهان" [وانظر أيضًا: الفتح (٢/ ٥٦٢)].
***
١٢٣٤ - قال أبو داود: حدثنا عثمان بن أبي شيبة، وابن المثنى [وهذا لفظ ابن المثنى]، قالا: حدثنا أبو أسامة، قال ابن المثنى: قال: أخبرني عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده؛ أن عليًّا -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- كان إذا سافر سار بعد ما تغرب الشمس حتى تكاد أن تُظلِم، ثم ينزل فيصلي المغرب، ثم يدعوا بعَشَائه فيتعشَّى، ثم يصلي العشاء، ثم يرتحل، ويقول: هكذا كان رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يصنع.