رواه عن منصور بن المعتمر: جرير بن عبد الحميد [واللفظ له]، وسفيان الثوري، وشعبة، وزائدة بن قدامة، وأبو الأحوص سلام بن سليم، وورقاء بن عمر، وشيبان بن عبد الرحمن النحوي، وإسرائيل بن أبي إسحاق [وهم ثقات، أكثرهم حفاظ]، وجعفر بن الحارث [أبو الأشهب الواسطي: صدوق، كثير الخطأ]، وعبد العزيز بن عبد الصمد [البصري: ثقة حافظ، وفي روايته بعض الاختلاف]، وداود بن عيسى الكوفي [مولى للنخع، سكن دمشق، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"كان متقنًا، عزيز الحديث"، التاريخ الكبير (٣/ ٢٤٢)، الجرح والتعديل (٣/ ٤١٩)، الثقات (٦/ ٢٨٧)، تاريخ دمشق (١٧/ ١٨٠)، تاريخ الإسلام (٩/ ١٢٧)، الثقات لابن قطلوبغا (٤/ ١٨٦)]، وأبو الحسن علي بن صالح الهمداني [ثقة، وعنه: سلمة بن عبد الملك العوصي، وروايته منكرة، والعوصي هذا حمصي: ذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"ربما أخطأ"، وله حديث واحد عند النسائي أخطا فيه، فالحمل فيه عليه. الثقات (٨/ ٢٦٨)، تاريخ الإسلام (١٤/ ١٧٧)، الميزان (٢/ ١٩١)، التهذيب (٢/ ٧٤)، سنن النسائي (٨/ ٨٦)، تحفة الأشراف (٣/ ٣٥٧٦ و ٣٥٨١ و ٣٥٨٨)]، وغيرهم.
وفي رواية شعبة: قال المشركون: إن لهم صلاةً بعد هذه هي أحبُّ إليهم من أموالهم وأبنائهم، وفي رواية الثوري: من أبنائهم وأنفسهم.
ولفظ ورقاء [عند الطيالسي، وهو أتم من سياق غيره، وبنحوه لفظ الثوري من رواية عبد الرزاق عنه، وكذا لفظ زائدة بن قدامة]: كنا مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعسفان، فحضرت الصلاة صلاة الظهر، وعلى خيل المشركين خالد بن الوليد، قال: فصلى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأصحابه الظهر، فقال المشركون: إن لهم صلاةً بعد هذه أحب إليهم من أبنائهم وأموالهم وأنفسهم، يعنون صلاة العصر، فنزل جبريل -عَلَيْهِ السَّلَامُ- على رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بين الظهر والعصر فأخبره، ونزلت هذه الآية:{وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ}[النساء: ١٠٢] الآية إلى آخرها، فحضرت العصر، فصف رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- أصحابه صفَّين، وعليهم السلاح [وفي رواية سفيان وزائدة: فأمرهم رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فأخذوا السلاح]، فكبر، والعدو بين يدي النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فكبروا جميعًا، وركعوا جميعًا، ثم سجد رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والصف الذي يليه، والآخرون قيام يحرسونهم، فلما فرغ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قام إلى الركعة الثانية، وسجد الآخرون، ثم تقدَّم هؤلاء إلى مصافِّ هؤلاء، وتأخَّر هؤلاء إلى مصافِّ هؤلاء، فصلى بهم ركعةً أخرى فركعوا جميعًا، ثم سجد رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والصف الذي يليه، والآخرون قيام يحرسونهم، فلما فرغوا سجد هؤلاء، ثم سلم رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.
قال أبو عياش: فصلى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- هذه الصلاة مرتين: مرةً بعسفان، ومرةً في أرض بني سليم.
وفي رواية الثوري من رواية وكيع عنه [عند ابن حبان]: كان رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بعُسفان، والمشركون بضَجنان، وفيه: وقام الصف الثاني بسلاحهم مقبلين على العدو بوجوههم.