• وأما حديث أيوب، وهشام، عن أبي الزبير، عن جابر هذا المعنى، عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-:
• فرواه عبد الوارث بن سعيد [ثقة ثبت، من أثبت الناس في أيوب]، والحارث بن عمير [ثقة، من أصحاب أيوب]:
عن أيوب، عن أبي الزبير، عن جابر؛ أن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلى بأصحابه صلاة الخوف، فركع بهما جميعًا، ثم سجد رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، والصف الذي يلونه، والآخرون قيام حتى نهض، ثم سجد [وفي رواية: حتى إذا نهض سجد] أولئك بأنفسهم سجدتين، ثم تأخَّر الصف المتقدم، فركع النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، والصف الذين يلونه، فلما رفعوا رؤوسهم سجد أولئك سجدتين، كلهم قد ركع مع النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وسجدت [طائفة] لأنفسهم سجدتين، وكان العدو مما يلي القبلة.
أخرجه ابن ماجه (١٢٦٠)، وأبو عوانة (٢/ ٨٧/ ٢٤١٦)، وابن خزيمة (٢/ ٢٩٦/ ١٣٥٠)، وابن حبان (٧/ ١٢٥ - ١٢٦/ ٢٨٧٤)، وابن هشام في السيرة (٤/ ١٥٨)، والطبراني في الأوسط (٤/ ١٦١/ ٣٨٧٠).
وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، وقد صححه أبو عوانة وابن خزيمة وابن حبان.
• ورواه حماد بن مسعدة، وإسماعيل بن علية، وأبو داود الطيالسي، ومعاذ بن هشام الدستوائي، وأبو علي الحنفي عبيد الله بن عبد المجيد، وكثير بن هشام الكلابي [وهم ثقات]، ويونس بن بكير [صدوق]:
عن هشام بن أبي عبد الله الدستوائي، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: كنا مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بنخلٍ [موضع من المدينة على يومين]، فصلى بأصحابه صلاة الظهر. . .، وفي رواية الطيالسي وابن علية: صلى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بأصحابه الظهر بنخلٍ، فهمَّ بهم المشركون، ثم قالوا: دعوهم فإن لهم صلاةً بعد هذه أحب إليهم من أبنائهم، فنزل جبريل على رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فأخبره، فصلى بأصحابه العصر، فصفَّهم صفَّين، رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بين أيديهم، والعدو بين يدي رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فكبروا جميعًا وركعوا جميعًا، ثم سجد الذين يلونه والآخرون قيامًا، فلما رفعوا رؤوسهم سجد الآخرون، ثم تقدَّم هؤلاء وتأخَّر هؤلاء، فكبروا جميعًا وركعوا جميعًا، ثم سجد الذين يلونهم، والآخرون قيام، فلما رفعوا رؤوسهم سجد الآخرون.
أخرجه البخاري (٤١٣٠) تعليقًا بصيغة الجزم. ووصله: أبو عوانة (٢/ ٨٨/ ٢٤١٩)، وأحمد (٣/ ٣٧٤)، والطيالسي (٣/ ٣٠٠/ ١٨٤٤)، وابن جرير الطبري في تفسيره (٧/ ٤٤٠)، وأبو العباس السراج في مسنده (١٥٥٧)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (٢٣٥٥ و ٢٣٥٦)، والبيهقي في الدلائل (٣/ ٣٦٧)، وفي المعرفة (٣/ ١٦/ ١٨٤٣)، وقال:"هذا إسناد صحيح، واستشهد به البخاري، وأخرجه مسلم من حديث زهير بن معاوية عن أبي الزبير".
وهذا إسناد صحيح على شرط مسلم، استشهد به البخاري تعليقًا، وصححه أبو عوانة.