وروايته عنه مرسلة؛ إذ لم يثبت له فيه سماع سالم من الاعتراض.
ومع ذلك: فإن حديث أبي عياش هذا حديث صحيح بشاهديه؛ ثبت معناه من حديث جابر عند مسلم، ومن حديث عكرمة عن ابن عباس، ويأتي ذكرهما.
قال ابن أبي حاتم في العلل (٢/ ١٤٣/ ٢٧٢): "وسألت أبي عن حديث رواه منصور، عن مجاهد، عن أبي عياش الزُّرَقي، عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في صلاة الخوف؛ يزيد فيها جرير: فنزلت آية القصر بين الظهر والعصر: هذه الزيادة محفوظة؟ قال: نعم، هو صحيح".
قلت: ولو كان معلولًا عنده بالإرسال لنبه على ذلك، والله أعلم.
وقال أحمد: "صلاة الخوف كلها جائزة، ولا أعلم فيها إلا إسنادًا جيدًا" [مسائل الكوسج (٣٥٨)].
ونقل عنه الترمذي (٥٦٤) قوله: "قد روي عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلاة الخوف على أوجه، وما أعلم في هذا الباب إلا حديثًا صحيحًا، وأختار حديث سهل بن أبي حثمة".
وقال أيضًا في رواية حرب: "كل حديث روي في صلاة الخوف: فهو صحيح الإسناد، وكلَّ ما فعلتَ منه فهو جائز" [الفتح لابن رجب (٦/ ١١ و ٢٧)].
وقال في رواية علي بن سعيد في صلاة الخوف: "قد روي ركعة وركعتان، ابن عباس يقول: ركعة ركعة، إلا أنه كان للنبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ركعتان وللقوم ركعة، وما يروى عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- كلها صحاح" [الفتح لابن رجب (٦/ ٢٧)، وانظر أيضًا: شرح ابن بطال على البخاري (٢/ ٥٣٥)].
وقد صححه أيضًا: ابن حبان، وابن الجارود، وممن احتج أيضًا بحديث أبي عياش الزرقي هذا: الشافعي وإسحاق بن راهويه وأبو داود والنسائي وابن المنذر [الأوسط (٥/ ٣١)].
وقال الدارقطني: "صحيح".
وقال الحاكم: "هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه".
وقال البيهقي: "هذا إسناد صحيح مشهور".
وقال البغوي: "هذا حديث صحيح، أخرجه مسلم من رواية جابر بن عبد الله".
وقال ابن الصلاح في شرح مشكل الوسيط (٢/ ٣٠٧): "وله مرتبة الحسن من الحديث".
وقال النووي في الخلاصة (٢٦١٣): "رواه أبو داود والنسائي بإسناد صحيح على شرط الصحيحين إلى أبي عياش"، وصححه في المجموع (٤/ ٣٦٥).
وقال ابن كثير في البداية (٤/ ٨٢): "وهذا إسناد على شرط الصحيحين، ولم يخرجه واحد منهما"، ثم ذكر أن مسلمًا أخرج نحوه من حديث جابر، وصحح إسناده أيضًا في التفسير (١/ ٥٤٩).