فقد رواه عبد الله بن نمير، وخالد بن الحارث، وعبدة بن سليمان، ويحيى بن سعيد القطان، وهشيم بن بشير، ويزيد بن هارون، ومحمد بن فضيل [وهم ثقات]:
حدثنا عبد الملك بن أبي سليمان، في عطاء، عن جابر بن عبد الله، قال: شهدت مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلاة الخوف، فصفَّنا صفَّين، صفٌّ خلف رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، والعدو بيننا وبين القبلة، فكبر النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وكبرنا جميعًا، ثم ركع وركعنا جميعًا، ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعًا، ثم انحدر بالسجود، والصفُّ الذي يليه، وقام الصفُّ المؤخَّر في نحر العدو، فلما قضى النبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- السجودَ، وقام الصفُّ الذي يليه، انحدر الصفُّ المؤخَّر بالسجود، وقاموا، ثم تقدم الصفُّ المؤخَّر، وتأخَّر الصفُّ المقدَّم، ثم ركع النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وركعنا جميعًا، ثم رفع رأسه من الركوع ورفعنا جميعًا، ثم انحدر بالسجود، والصفُّ الذي يليه الذي كان مؤخَّرًا في الركعة الأولى، وقام الصف المؤخَّر في نحور العدو، فلما قضى النبيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- السجودَ والصفُّ الذي يليه، انحدر الصفُّ المؤخَّر بالسجود، فسجدوا، ثم سلم النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وسلمنا جميعًا.
قال جابر: كما يصنع حَرَسُكم هؤلاء بأمرائهم.
أخرجه مسلم (٨٤٠/ ٣٠٧)، وأبو عوانة (٢/ ٨٦/ ٢٤١٤) و (٢/ ٨٧/ ٢٤١٥)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم (٢/ ٤٣١/ ١٨٩٢)، والنسائي في المجتبى (٣/ ١٧٥/ ١٥٤٧)، وفي الكبرى (٢/ ٣٧٢/ ١٩٤٨)، وأحمد (٣/ ٣١٩)، وابن شبة في أخبار المدينة (١/ ١٨١/ ٦٥٢)، وأبو العباس السراج في مسنده (١٥٥٦)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (٢٣٥٤)، والبيهقي (٣/ ١٨٣ و ٢٥٧)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٤/ ٢٩٠ - ٢٩١/ ١٠٩٧)، وقال:"هذا حديث صحيح".
• وأما حديث داود بن حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس:
فيرويه إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، قال: حدثني داود بن الحصين، عن عكرمة، عن عبد الله بن عباس، قال: ما كانت صلاة الخوف إلا كصلاة أحراسكم هؤلاء اليوم خلف أئمتكم هؤلاء؛ إلا أنها كانت عُقَبًا، قامت طائفة منهم وهم جميعًا مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وسجدت معه طائفة [منهم]، ثم قام رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وسجد الذين كانوا قيامًا لأنفسهم، ثم قام رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وقاموا معه جميعًا، ثم ركع وركعوا معه جميعًا، ثم سجد فسجد معه الذبن كانوا قيامًا أول مرة، فلما جلس رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، والذين سجدوا معه في آخر صلاتهم، سجد الذين كانوا قيامًا لأنفسهم، ثم جلسوا، فجمعهم رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالتسليم.
أخرجه النسائي في المجتبى (٣/ ١٧٠/ ١٥٣٥)(٣/ ٣٠٥/ ١٥٥١ - ط. التأصيل)، وفي الكبرى (٢/ ٣٦٧/ ١٩٣٦)، وأحمد (١/ ٢٦٥)، والبيهقي (٣/ ٢٥٩).
وداود بن الحصين: ثقة إلا في عكرمة، روى له الجماعة، وقد روى عنه مالك في