للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ولعل إكثار داود عن عكرمة سببه أن عكرمة اختفى عنده في آخر حياته، حتى مات عكرمة عنده، وهذا أيضًا مما يقوي روايته عن عكرمة [التمهيد لابن عبد البر (٢/ ٣١٠)].

والحاصل: فإن داود بن الحصين: ثقة في غير عكرمة، وله عن عكرمة ما يُنكر مما تفرد به [كما قال ابن المديني وأبو داود]، ولعل أكثر ما رواه من المناكير عن عكرمة إنما الحمل فيها على من دونه من الضعفاء والهلكى، وقد روى داود عن عكرمة أحاديث مستقيمة معروفة صحيحة، لها ما يشهد لصحتها، لذا فقد احتج بها وصححها أو استشهد بها بعض الأئمة، وحديثنا هذا من الصنف الثاني؛ فقد صح من حديث جابر عند مسلم، وله شاهد آخر من حديث أبي عياش الزرقي، وقد احتج بحديثه هذا النسائي.

وعليه: فإن حديث ابن عباس هذا حديث صحيح، والله أعلم.

• ورواه يونس بن بكير، عن النضر أبي عمر [هو: ابن عبد الرحمن الخزاز الكوفي: متروك، منكر الحديث]، عن عكرمة، عن ابن عباس، قال: خرج رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في غزاة، فلقي المشركين بعسفان. . . فذكر الحديث مطولًا، وفي آخره: فلما نظر إليهم المشركون يسجد بعضهم ويقوم بعضهم ينظر إليهم، قالوا: لقد أخبروا بما أردنا.

أخرجه البزار (١/ ٣٢٦/ ٦٧٩ - كشف الأستار) [وفي سنده سقط]. وابن جرير الطبري في تفسيره (٧/ ٤٣٨)، والحاكم (٣/ ٣٠)، والواحدي في أسباب النزول (٢٠٥).

تنبيه: لا يصح عزوه للإمام أحمد في مسنده [انظر: الفتح لابن رجب (٦/ ٢٨) (٨/ ٣٦٧ - ط. الغرباء)، إتحاف المهرة (٧/ ٤٨٨/ ٨٢٨٦)، الدر المنثور (٢/ ٦٦٤)].

وهذا ليس بشيء، والعمدة على رواية داود بن الحصين عن عكرمة، والله أعلم.

• وروي أيضًا من حديث النعمان بن راشد [ليس بالقوي]، عن الزهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن ابن عباس، قال: أمرنا رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بصلاة الخوف، فقام رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقمنا خلفه صفين، وكبر وركع وركعنا جميعًا الصفان كلاهما، ثم رفع رأسه ثم خر ساجدًا وسجد الصف الذي يليه، وثبت الآخرون قيامًا يحرسون إخوانهم، فلما فرغ من سجوده وقام خرَّ الصف المؤخر سجودًا، فسجدوا سجدتين ثم قاموا، فتأخر الصف المقدَّم الذي يليه، وتقدَّم الصف المؤخَّر، فركع وركعوا جميعًا، وسجد رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- والصف الذي يليه، وثبت الآخرون قيامًا يحرسون إخوانهم، فلما قعد رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- خر الصف المؤخر سجودًا، فسجدوا، ثم سلم النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-.

سيأتي تخريجه مفصلًا تحت الحديث رقم (١٢٤٦)، وهو حديث غلط.

• وروي من حديث حذيفة، ولا يثبت عنه:

فقد روي عن أبي إسحاق، عن سُلَيم بن عبدٍ السلولي، قال: كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان، وكان معه نفر من أصحاب النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فقال لهم: أيكم شهد مع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صلاة الخوف؟ فقال حذيفة: أنا، مُر أصحابك فيقوموا طائفتين، طائفة منهم

<<  <  ج: ص:  >  >>