للفظ يحيى في مجمله، لبين ذلك، لاسيما وقد بين في روايته أن عبد الرحمن رفعه إلى النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وأما يحيى فقد أوقفه، ويقال ذلك أيضًا في رواية عثمان بن جبلة الآتية، وترجمة أبي داود تدل على ذلك في الجملة، وهذا أولى من أن يقال: إن لفظ معاذ ويحيى عن شعبة موافق لحديث نافع وسالم عن ابن عمر عن النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-[كما قال ابن عبد البر في التمهيد (٢٣/ ١٦٨)].
• ورواه عثمان بن جبلة [مروزي ثقة]، عن شعبة، عن يحيى بن سعيد، وعبد الرحمن بن القاسم، عن القاسم بن محمد، عن صالح بن خوات، عن سهل بن أبي حثمة -قال شعبة: رفعه عبد الرحمن، ولم يرفعه يحيى بن سعيد إلى النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-- قال: قام رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وقام صفٌّ خلفه، وصفٌّ حيال العدو، فصلى بالذين خلفه ركعة وسجدتين، ثم قام حتى صلوا ركعةً إلى ركعتهم، ثم ذهب هؤلاء إلى مكان الآخرين، وجاء الآخرون إلى مكان هؤلاء، فصلى ركعة وسجدتين، ثم جلس حتى صلوا ركعةً أخرى، ثم سلم عليهم.
أخرجه الطحاوي في المشكل (١٠/ ٤١٣ - ٤١٤/ ٤٢١٩)، بإسناد صحيح إلى عثمان.
• ورواه روح بن عبادة، عن شعبة، ومالك، وساقهما مساقًا واحدًا، بإسناد ومتن واحد، وخالف في متنه أصحاب شعبة، وأصحاب مالك؛ فوهم:
رواه أحمد بن حنبل، وأبو يحيى محمد بن عبد الرحيم صاعقة، ومحمد بن عبد الله بن المبارك المخرمي، ومحمد بن إسماعيل بن سالم الصائغ البغدادي نزيل مكة، وأبو بكر محمد بن إسحاق الصغاني، وأبو أمية محمد بن إبراهيم بن مسلم الطرسوسي، ومحمد بن أحمد بن الجنيد أبو جعفر الدقاق، وغيرهم [وهم ثقات، أكثرهم حفاظ]:
عن روح بن عبادة، قال: أخبرنا شعبة ومالك، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن صالح بن خوات، عن سهل بن أبي حثمة، أنه قال في صلاة الخوف: تقوم طائفة وراء الإمام وطائفة خلفه، فيصلي بالذين خلفه ركعة وسجدتين، ثم يقعد مكانه حتى يقضوا ركعة وسجدتين، ثم يتحولون إلى مكان أصحابهم، ثم يتحول أصحابهم إلى مكان هؤلاء فيصلي بهم ركعة وسجدتين، ثم يقعد مكانه حتى يصلوا ركعة وسجدتين، ثم يسلم. موقوف.
أخرجه ابن خزيمة (٢/ ٣٠٠/ ١٣٥٨)، وابن حبان (٧/ ١٤٠/ ٢٨٨٥)، وابن الجارود (٢٣٦)، وأحمد (٣/ ٤٤٨)(٦/ ٣٣٥٢/ ١٥٩٥٢ - ط. المكنز)، وأبو العباس السراج في مسنده (١٥٧١)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (٢٣٧٢)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ٣٤/ ٢٣٥٢)، وفي الإقناع (٢٥)، وأبو بكر النيسابوري في الزيادات على المزني (١٢٣)، وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد المزكي في الأول من فوائده "المزكيات" بانتقاء الدارقطني (٣٢).
وقد رواه أصحاب شعبة ومالك فقالوا بأن الإمام ينتظر قائمًا حتى تتم الطائفة الأولى لأنفسها ركعة أخرى، ثم تجيء الطائفة الأخرى فتصلي مع الإمام، وخالف روحٌ أيضًا