العدو، وجاء الآخرون فقاموا خلف رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فصلوا لأنفسهم ركعة، ورسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قائم، ثم قاموا فصلى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بهم أخرى، فكانت لهم ولرسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- ركعتان، وجاء الذين بإزاء العدو فصلوا لأنفسهم ركعة وسجدتين، ثم جلسوا خلف رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- فسلم بهم جميعًا.
د - ورواه إبراهيم بن سعد [ثقة حجة، وهو أثبت الناس في ابن إسحاق]، عن ابن إسحاق، قال: وحدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قالت: صلى رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بالناس صلاة الخوف بذات الرقاع من نخل، قالت: فصدع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الناس صدعين، فصفت طائفة وراءه، وقامت طائفة وجاه العدو، قالت: فكبر رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، وكبرت الطائفة الذين صفوا خلفه، ثم ركع وركعوا، ثم سجد فسجدوا، ثم رفع رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- رأسه، فرفعوا معه، ثم مكث رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- جالسًا وسجدوا لأنفسهم السجدة الثانية، ثم قاموا، فنكصوا على أعقابهم يمشون القهقرى حتى قاموا من ورائهم، قالت: وأقبلت الطائفة الأخرى، فصفوا خلف رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فكبروا، ثم ركعوا لأنفسهم، ثم سجد رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سجدته الثانية، فسجدوا معه، ثم قام رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- في ركعته، وسجدوا هم لأنفسهم السجدة الثانية، ثم قامت الطائفتان جميعًا، فصفوا خلف رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فركع بهم رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فركعوا جميعًا، ثم سجد، فسجدوا جميعًا، ثم رفع رأسه ورفعوا معه، كل ذلك من رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- سريعًا جدًّا لا يألو أن يخفف ما استطاع، ثم سلم رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، فسلموا، فقام رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وقد شركه الناس في الصلاة كلها.
وذكر الدارقطني هذا الاختلاف في العلل (٩/ ٥٢ / ١٦٣٧)، فقال:"اختلف فيه على عروة؛ فرواه محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن أبي هريرة، قاله يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير.
وخالفه أبو الأسود محمد بن عبد الرحمن؛ فرواه عن عروة، عن مروان بن الحكم، عن أبي هريرة، وهو أشبه بالصواب.
وقيل: عن أبي الأسود، عن عروة، عن أبي هريرة، أن مروان سأل أبا هريرة.
وقيل: عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عائشة -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا-".
وقد لخص البيهقي هذا الاختلاف بقوله:"كذا رواه يونس بن بكير عن ابن إسحاق.
ورواه سلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، ومحمد بن عبد الرحمن بن الأسود، عن عروة، عن أبي هريرة.
ورواه إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، عن محمد بن عبد الرحمن بن الأسود بن نوفل، عن عروة، عن أبي هريرة.
وعن ابن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عائشة. مع اختلاف في لفظ حديث عائشة -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا-، ليس ذلك في لفظ حديث أبي هريرة".