بإسناد صحيح كما هو في المهذب، ورواه البخاري ومسلم من رواية جابر بمعناه".
وصحح إسناده أيضًا: ابن الملقن في البدر المنير (٥/ ٨).
قلت: هو حديث صحيح، وسماع الحسن من أبي بكرة ثابت صحيح، فلا يطلب سماعه في كل حديث حديث [راجع فضل الرحيم الودود (١/ ١٠١/ ٢٧) و (٣/ ١٤٨/ ٢٣٤) و (٧/ ٤٧٩/ ٦٨٣) و (٧/ ٤٨٥/ ٦٨٤)].
ومن ادعى عدم الاتصال في هذا الحديث بدعوى عدم شهود أبي بكرة لصلاة الخوف؛ فلا يضر ذلك، فإن أبا بكرة لم يصرح بأنه شهد الصلاة مع النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإنما أخبر عن صفة صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - حين صلى بأصحابه صلاة الخوف، ولا إشكال في ذلك، وغايته أن يكون مرسل صحابي [انظر: بيان الوهم (٢/ ٤٧٥)].
* ورواه يونس بن عبيد فجعله عن جابر بن عبد الله:
رواه عبد الوارث بن سعيد، وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، وإسماعيل بن علية [وهم ثقات]، وغيرهم:
حدثنا يونس، عن الحسن، عن جابر بن عبد الله؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى بأصحابه صلاة الخوف، فصلى بطائفة ركعتين، والآخرون يُقبِلون على عدوهم، ثم سلم، ثم جاء الآخرون، فصلى بهم ركعتين، ثم سلم، فكانت لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - أربع ركعات، وللناس ركعتين ركعتين.
أخرجه النسائي في المجتبى (٣/ ١٧٩/ ١٥٥٤)، وفي الكبرى (١/ ٢٨١/ ٥٢٢) و (٢/ ٣٧٦/ ١٩٥٥)، وابن خمزيمة (٢/ ٢٩٨/ ١٣٥٣)، والشافعي في الأم (٢/ ٤٥١ - / ٤٥٢ ٤٨٢)، وفي المسند (٥٧)، وابن هشام في السيرة (٤/ ١٥٨)، والدارقطني فيما انتقاه من حديث أبي الطاهر الذهلي (٧١)، والبيهقي في السنن (٣/ ٢٥٩)، وفي المعرفة (٣/ ١٧/ ١٨٤٤).
قال ابن خزيمة: "قد اختلف أصحابنا في سماع الحسن من جابر بن عبد الله".
قلت: قد جاء في الرواية هنا النبأ اليقين:
فقد قال عبد الأعلى [عند النسائي]: حدثنا يونس، عن الحسن، قال: حدَّث جابر.
وهذا يشعر بعدم السماع؛ بل قد ثبت الانقطاع:
فقد رواه ابن أبي شيبة، قال: حدثنا عبد الأعلى، عن يونس، عن الحسن: سئل عن صلاة الخوف؛ فقال: نبِّئتُ عن جابر.
أخرجه ابن أبي شيبة (٥/ ٢١٥/ ٨٢٨٦).
فظهر بهذه الرواية أن الحسن لم يسمعه من جابر.
* ورواه عمرو بن عاصم، وحجاج بن منهال، وسليمان بن حرب، وشاذان أسود بن عامر [وهم ثقات في الجملة]:
عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن الحسن، عن جابر بن عبد الله؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم -