للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقال ابن رجب في الفتح (٦/ ٤٥): "وقد أجاز الإمام أحمد وإسحاق وأبو خيثمة وابن أبي شيبة وابن جرير وجماعة من الشافعية صلاةَ الخوف على كل وجه صح عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، وإن رجحوا بعض الوجوه على بعض".

وقال ابن حجر في الفتح (٧/ ٤٢٤): "وقال السهيلي: اختلف العلماء في الترجيح، فقالت طائفة: يُعمل منها بما كان أشبه بظاهر القرآن، وقالت طائفة: يجتهد في طلب الأخير منها فإنه الناسخ لما قبله، وقالت طائفة: يؤخذ بأصحها نقلًا وأعلاها رواةً، وقالت طائفة: يؤخذ بجميعها على حسب اختلاف أحوال الخوف، فإذا اشتد الخوف أخذ بأيسرها مؤنة، والله أعلم".

• قلت: يلاحظ في صلاة الخوف أنها صلاة خاصة يجوز فيها ما لا يجوز في غيرها، مما دل الدليل على استثنائه من أحكام الصلاة، مثل جواز استدبار القبلة، وجواز قطع الصلاة بما ليس منها، وجواز عدم الموالاة بين ركعاتها، وعدم متابعة الإمام في بعض الأركان، أو الركعات، وجواز التقدم والتأخر فيها، وغير ذلك؛ لكن يبقى من أحكام الصلاة - مما لم يدل الدليل على استثنائه - داخلًا في عموم أحكام الصلاة، مثل أحكام السهو:

• وأما ما رواه بقية بن الوليد: ثنا عبد الحميد بن السري الغنوي، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ليس في صلاة الخوف سهو".

أخرجه ابن الأعرابي في المعجم (١٣٩)، وخيثمة الأطرابلسي في حديثه (٧٠)، والدارقطني (٢/ ٥٨)، والذهبي في السير (١٢/ ٥٨٦)، وفي الميزان (٢/ ٥٤١).

قال أبو حاتم في عبد الحميد: "هو مجهول، روى عن عبيد الله بن عمر حديثًا موضوعًا" [الجرح والتعديل (٦/ ١٤)].

وقال الدارقطني: "تفرد به عبد الحميد بن السري، وهو ضعيف".

وقال ابن عدي في الكامل (٥/ ٣٢٣) (٨/ ٤١٣ - ط. الرشد): "وعبد الحميد بن السري هو: من المجهولين، الذين يحدث عنهم بقية، وهذا الحديث رواه عنه بقية ... " فذكره ثم قال: "ولا أعرف لعبد الحميد هذا غير هذا الحديث".

وقال الذهبي في السير: "ليس بمعتمد"، وقال في الميزان: "من المجاهيل، والخبر منكر"، وقال في المغني (٢/ ٥٢٧): "لا يُعرف، وحديثه كذب".

وضعف إسناده عبد الحق الإشبيلي في الأحكام الوسطى (٢/ ٤٢)، وابن الملقن في التوضيح (٨/ ٢٠)، وابن حجر في البلوغ (٤٨٤)، وغيرهم.

قلت: هو حديث موضوع؛ آفته عبد الحميد بن السري الغنوي: أحد شيوخ بقية المجهولين، ضعفه الدارقطني، وقال الذهبي: "متروك"، قلت: وقد تفرد به بإسناد من أصح الأسانيد على شرط الشيخين! فنأى له ذلك! [الكامل (٥/ ٣٢٣)، اللسان (٤/ ٢٣) و (٥/ ٧١)].

<<  <  ج: ص:  >  >>