"آية بيني وبينك يوم القيامة، إنَّ أقلَّ الناس المتخصرون يومئذ"، قال: فقرنها عبد الله بسيفه فلم تزل معه، حتى إذا مات أمر بها فصُبَّتْ [يعني: فضُمَّت] معه في كفنه، ثم دفنا جميعًا.
قال النووي في الخلاصة (٢٦٢٢): "حديث حسن".
وقال ابن كثير في تفسيره (١/ ٦٥٦): "رواه أحمد وأبو داود باسناد جيد".
وقال ابن حجر في الفتح (٢/ ٤٣٧): "إسناده حسن".
* وقد اختلف فيه على ابن إسحاق:
أ - فرواه إبراهيم بن سعد [ثقة حجة، وهو أثبت الناس في ابن إسحاق]،
وعبد الوارث بن سعيد [بصري، ثقة ثبت]:
عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر، عن ابن عبد الله بن أنيس، عن أبيه، قال: بعثني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى خالد بن سفيان الهذلي، ... فذكر الحديث.
ب - ورواه محمد بن سلمة [الباهلي الحراني، وهو: ثقة]: عن محمد بن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبيد الله - يعني: ابن عبد الله بن أنيس -، عن أبيه عبد الله بن أنيس؛ أنه قال: دعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ... فذكره بمثل حديث إبراهيم بن سعد.
أخرجه البيهقي في السنن (٣/ ٢٥٦)، وفي الدلائل (٤/ ٤٢).
بإسناد صحيح إلى أبي جعفر النفيلي عبد الله بن محمد بن علي بن نفيل الحراني [وهو: ثقة حافظ]: ثنا محمد بن سلمة به.
• وخالفه: محمد بن حميد [الرازي: حافظ ضعيف، كثير المناكير]، قال: حدثنا سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عبد الله بن أنيس به، هكذا مرسلًا.
أخرجه ابن جرير الطبري في التاريخ (٢/ ٢٠٨).
ورواية النفيلي أولى؛ فقد زاد في الإسناد رجلًا، والزيادة من الحافظ مقبولة.
ج - ورواه زياد بن عبد الله البكائي، عن ابن إسحاق: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، قال: قال عبد الله بن أنيس: دعاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال: ... فذكره.
أخرجه ابن هشام في السيرة (٦/ ٣٠).
هكذا رواه البكائي مرسلًا، بإسقاط ابن عبد الله بن أنيس من الإسناد، وزياد بن عبد الله البكائي: ثقة ثبت في مغازي ابن إسحاق، وفيما عدا المغازي فهو: ليس بالقوي، وهذا الحديث من المغازي، موضوعه سرية عبد الله بن أنيس لقتل خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي.
د - ورواه يحيى بن آدم [ثقة ثبت حافظ]، قال: حدثنا ابن إدريس [كوفي، ثقة ثبت]، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن بعض ولد عبد الله بن أنيس، عن آل عبد الله بن أنيس، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعثه إلى خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي ليقتله، وكان يجمع لقتال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال: فأتيته بعرفة وهو في ظَهرٍ له، وقد دخل