للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال محمد بن كعب: فأعطاه النبي - صلى الله عليه وسلم - مخصرة، فقال: "تخصَّر بهذه حتى تلقاني بها يوم القيامة، وأقلُّ الناس يومئذ المتخصِّرون"، قال محمد بن كعب: فلما توفي عبد الله بن أنيس أمر بها فوُضعت على بطنه، وكُفِّن عليها ودُفنت معه.

أخرجه الفاكهي في أخبار مكة (٥/ ٢٧٢٧/١٠)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٤/ ٧٧/ ٢٠٣١)، والطبراني في الكبير (١٤/ ٢٨٣/ ١٤٩١٨)، ومن طريقه: الضياء في المختارة (٩/ ٢٧/ ١١)، وأبو نعيم في الحلية (٢/ ٥)، وفي تاريخ أصبهان (١/ ٢٣١).

وهذا إسناد مدني، رجاله ثقات، والأقرب أنه منقطع؛ فإن كانت وفاة محمد بن كعب القرظي سنة عشرين ومائة، وولادته سنة أربعين [على ما رجح ابن حجر في التقريب (٧١٢)]، فإنه يكون قد أدرك أربعة عشر عامًا من حياة عبد الله بن أنيس الجهني، والذي توفي سنة أربع وخمسين [على ما رجح ابن حجر في التقريب (٣٨٥)]، ولا يُعرف لمحمد بن كعب القرظي سماعًا من عبد الله بن أنيس، وقد قال البخاري في ترجمة القرظي من التاريخ الكبير (١/ ٢١٦): "سمع ابن عباس وزيد بن أرقم"، وقد توفي ابن عباس سنة (٦٨)، وتوفي زيد بن أرقم سنة (٦٦) أو (٦٨)؛ يعني: بعد وفاة عبد الله بن أنيس بما لا يقل عن اثني عشر عامًا، كما أن ظاهر هذه الرواية الإرسال حيث قال محمد بن كعب: قال عبد الله بن أنيس، وإن كانت رواية ابن أبي عمر العدني بالعنعنة، فلعلها من تصرف الرواة، والله أعلم.

وموضع الشاهد في رواية محمد بن كعب القرظي: فصليت العصر ركعتين خفيفتين، وهذا يخالف في ظاهره رواية ابن إسحاق، حيث قال: فصليت وأنا أمشي نحوه أومئ برأسي الركوع والسجود، ورواية القرظي عندي أقرب إلى الصواب؛ لموافقتها الأصول، بخلاف رواية ابن إسحاق، ثم إن رواية القرظي: أثبت رجالًا، ولعدم الاضطراب فيها على الدراوردي، بينما رواية ابن إسحاق مضطربة، ولو قلنا بعدم الاضطراب، ففي سندها مبهم، ولو قلنا بتعيينه؛ فهو: مجهول، ولو قلنا بإسقاطه؛ فهو مرسل.

• وروى علي بن ثابت الجزري [صدوق]، عن الوازع بن نافع، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد الله، عن عبد الله بن أنيس، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَن لسفيان الهذلي؛ يهجوني ويشتمني ويؤذيني؟! " ... فذكر الحديث، لكن بما يشبه قصة قتل أبي رافع عبد الله بن أبي الحقيق [راجع صحيح البخاري (٤٠٣٨ و ٤٠٣٩)].

أخرجه الطبراني في الكبير (١٤/ ٢٧٩/ ١٤٩١٥).

قلت: هذا حديث باطل؛ الوازع بن نافع العقيلي الجزري: متروك، منكر الحديث، عامة ما يرويه غير محفوظ، بل روى أحاديث موضوعة [اللسان (٨/ ٣٦٧)].

• وله طرق أخرى لا تخلو من مقال، وليس فيها موضع الشاهد من صلاته في هذه السرية: أخرجها ابن شبة في تاريخ المدينة (٢/ ٤٦٨)، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٤/ ٧٨/ ٢٠٣٢) و (٥/ ٢٠/ ٢٥٥٧)، وفي الزهد (٩٥)، وأبو يعلى (٢/ ٢٠٣/ ٩٠٦)،

<<  <  ج: ص:  >  >>