للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ووافقه عثمان بن عمر في متنه، بخلاف قول أبى حمزة، وقول شعبة أولى بالصواب في المتن" [وانظر: عمدة القاري (٧/ ٢٤٤)].

° قلت: قد اختلف فيه أيضًا على عثمان بن عمر بن فارس:

أ - فرواه أبو موسى محمد بن المثنى [ثقة ثبت]، وأبو محمد عبد الله بن أيوب المخرمي [قال ابن أبى حاتم: "سمعت منه مع أبى، وهو: صدوق"، وذكره ابن حبان في الثقات. الجرح والتعديل (٥/ ١١)، الثقات (٨/ ٣٦٢)]:

قالا: حدثنا عثمان بن عمر به هكذا.

ب - وخالفهما: الدارمي [عبد الله بن عبد الرحمن بن الفضل بن بهرام، الإمام الحافظ، صاحب المسند: ثقة متقن]، قال: أخبرنا عثمان بن عمر: أنبأنا شعبة، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يدع أربعًا قبل الظهر، وركعتين قبل الفجر.

أخرجه الدارمي (١/ ٣٩٧/ ١٤٣٩) (١٥٨١ - ط. البشائر ((١٧/ ٥٢٩/ ٢٢٧٣٨ - إتحاف).

والذي يظهر لى أن هذا الاختلاف إنما هو من عثمان بن عمر نفسه؛ رواه مرة كالجماعة فأصاب، وزاد في إسناده مرة: مسروقًا فوهم، وعثمان بن عمر وإن كان ثقة، إلا أن يحيى بن سعيد كان لا يرضاه، وكأنه يستصغر في شعبة مقارنة بهؤلاء الثقات الذين رووا هذا الحديث عن شعبة، فهو أصغرهم جميعًا، سوى عمرو بن مرزوق، فإنه آخرهم وفاة، ورواية الجماعة هي الصواب، بلا شك، بدون ذكر مسروق في الإسناد، وقد جزم بذلك: النسائي، والدارقطني، وصححها البخاري، وقد ثبت سماع محمد بن المنتشر من عائشة لهذا الحديث من رواية غندر ووكيع، والله أعلم.

° واختلف فيه أيضًا على إبراهيم بن محمد بن المنتشر:

أ - فرواه شعبة، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه، عن عائشة - رضي الله عنها - قالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يدع أربعًا قبل الظهر، وركعتين قبل الفجر.

ب - وخالفه فوهم في إسناده:

أبو حمزة السكري، عن إبراهيم، عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان لا يدع ركعتين قبل الفجر، وركعتين بعد العصر.

ذكره الدارقطني في العلل (١٤/ ٢٧٠/ ٣٦١٩).

قلت: أبو حمزة السكري محمد بن ميمون المروزي: ثقة، قال عنه أحمد في رواية ابن هانيء: "كان قد ذهب بصره، وكان ابن شقيق قد كتب عنه وهو بصير، قال: وابن شقيق أصح حديثًا ممن كتب عنه من غيره وقال أبو داود: "سمعت أحمد قال: من سمع من أبى حمزة السكري - وهو مروزي - قبل أن يذهب بصره فهو صالح، سمع منه علي بن الحسن قبل أن يذهب بصره، وسمع عتاب بن زياد منه بعد ما ذهب بصره"، وقال

<<  <  ج: ص:  >  >>