للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال عباس الدوري في تاريخه (٣/ ٢٥٤٩/٥٢١): "ناظرتُ يحيى بن معين في حديث: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في ركعتي الفجر بـ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١) فقال يحيى: قد روي عن عثمان بن حكيم، عن سعيد بن يسار، عن ابن عباس؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقرأ في ركعتي الفجر: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا} [البقرة: ١٣٦]، فقلت ليحيى: ما تقول في إسناده؟ قال: جيد، قلت: فإن أخذ به إنسان؟ قال: لا بأس، قلت: فإن لم يقرأ بهذا، ولا بـ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)} [الكافرون: ١] و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)} , وقرأ بشيء آخر من القرآن؟ قال: يجزيه".

فها هو ابن معين يدل تصرفه في هذه المناظرة على إثبات حديث القراءة بـ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)}، وأثبت ما جاء فيه هو حديث أبي هريرة، والذي يرويه ابن معين نفسه، وبيان ذلك: أن جواب ابن معين على عباس الدوري: (قد روي عن عثمان بن حكيم"، يريد بذلك أنه لم يثبت عندنا فقط القراءة بـ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)}، بل ثبت عندنا فيه حديث آخر، وهو حديث ابن عباس، والله أعلم.

قال ابن عبد البر في التمهيد (٢٤/ ٤٠): "وقد روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ أنه كان يقرأ في ركعتي الفجر بـ {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)}، من حديث عائشة، وحديث ابن عمر، وحديث أبي هريرة، وحديث ابن مسعود، وكلها صحاح ثابتة".

قلت: أما حديث أبي هريرة فصحيح ثابت، أخرجه مسلم في صحيحه، وأما حديث عائشة فمحتمل للتصحيح مع انقطاع إسناده، وأما بقية الأحاديث في الباب فلا تخلو من مقال؛ عدا حديث جابر بن عبد الله، فهو حديث حسن، وهاك تفصيل ذلك:

* فمما جاء في قراءة هاتين السورتبن في ركعتي الفجر:

١ - حديث عائشة:

روى عبد الوهاب بن عبد المجيد الثقفي [ثقة, من أصحاب أيوب]: نا أيوب [السختياني: ثقة ثبت إمام، وهو أثبت أصحاب ابن سيرين]، عن محمد؛ أن عائشة سئلت عن ركعتي الفجر؟ فقالت: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يخففهما، قالت: فأظنه كان يقرأ بنحو من: {قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ (١)} و {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ (١)}.

أخرجه أحمد (٦/ ١٨٣) (١١/ ٦١٤٠/ ٢٦١٣٨ - ط. المكنز)، وإسحاق بن راهويه (٣/ ٧٣٢/ ١٣٣٨).

• ورواه سفيان الثوري، ووكيع بن الجراح، وسعيد بن عامر، وعبد الرزاق بن همام، وعبد الله بن إدريس، ويزيد بن هارون، وجرير بن عبد الحميد، وإسحاق بن يوسف الأزرق [وهم ثقات، بعضهم حفاظ]، ويحيى بن أيوب [الغافقي المصري: صدوق سيئ الحفظ، يخطئ كثيرًا، له غرائب ومناكير يتجنبها أرباب الصحاح، وينتقون من حديثه ما أصاب فيه، وقد سبق ذكره مرارًا، وقد اشتملت روايته هنا على زيادة شاذة. عند جعفر المستغفري]:

<<  <  ج: ص:  >  >>