وانظر فيمن وهم في إسناده ومتنه عليه، كأنه دخل لراويه حديث في حديث: ما أخرجه الطبراني في الأوسط (٨/ ٣٣٠/ ٨٧٧٧).
* خالفهم: مالك بن أنس، فرواه عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة، يوتر منها بواحدة، فإذا فرغ منها اضطجع على شقه الأيمن، حتى يأتيه المؤذن فيصلي ركعتين خفيفتين.
أخرجه مالك في الموطأ (١/ ١٧٦/ ٣١٤)، ومن طريقه: مسلم (٧٣٦/ ١٢١)، وأبو عوانة (٢/ ٥٨/ ٢٢٩٩)، وأبو نعيم في المستخرج على مسلم (٢/ ٣٣٢/ ١٦٧٠)، وأبو داود (١٣٣٥)، والترمذي في الجامع (٤٤٠ و ٤٤١)، وقال:"حسن صحيح". وفي الشمائل (٢٧١ و ٢٧٢)، وأبو علي الطوسي في مستخرجه عليه "مختصر الأحكام"(٢/ ٣٩٦/ ٤٢٠)، والنسائي في المجتبى (٣/ ٢٣٤/ ١٦٩٦) و (٣/ ٢٤٣/ ١٧٢٦)، وفي الكبرى (١/ ٢٤٢/ ٤١٧) و (١/ ٢٥١/ ٤٤٥) و (٢/ ١٦٢/ ١٤٢٢)، وابن حبان (٦/ ١٨٤/ ٢٤٢٧)، وابن الجارود (٢٧٩)، وأحمد (٦/ ٣٥ و ١٨٢)، والبزار (١٨/ ١٥٥/ ١٢٦) و (١٨/ ١٨٣/ ١٦٦)، وابن نصر في قيام الليل (١٢٠ - مختصره)، وابن المنذر في الأوسط (٥/ ١٧٥/ ٢٦٣٢)، والطحاوي (١/ ٢٨٣)، وأبو أحمد الحاكم في عوالي مالك (١٠٤)، والجوهري في مسند الموطأ (١٦٣)، وجعفر المستغفري في فضائل القرآن (٤٩٦)، والبيهقي (٣/ ٢٣ و ٤٤)، والبغوي في شرح السُّنَّة (٤/ ٥/ ٩٠٠).
* هكذا أعرض البخاري عن حديث مالك، إشارة إلى ما وقع له من الوهم في هذا الحديث، وأن المحفوظ فيه أن الاضطجاع إنما وقع بعد ركعتي الفجر، هكذا رواه ابن عيينة عن سالم أبي النضر، وتابعه على ذلك: ابن أبي عتاب عن أبي سلمة، وهكذا رواه الزهري وأبو الأسود ويزيد بن الهاد عن عروة عن عائشة؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلى ركعتي الفجر اضطجع على شقه الأيمن.
وترجم البخاري في صحيحه (١١٦٠)، لحديث أبي الأسود بقوله:"باب الضجعة على الشق الأيمن بعد ركعتي الفجر".
وقال مسلم في التمييز:"وهم مالك في ذلك، وخولف فيه عن الزهري" [الإيماء إلى أطراف الموطأ (٤/ ٤٩)، التوضيح لابن الملقن (٩/ ١٤٥)].
وقال الدارقطني في الأحاديث التي خولف فيها مالك (١٧): "ذكر: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يركع ركعتي الفجر بعد اضطجاعه على شقه الأيمن وبعد إتيان المؤذن.
خالفه في لفظه جماعة، منهم: عقيل، ويونس، وشعيب بن أبي حمزة، وابن أبي ذئب، والأوزاعي، وغيرهم، رووه عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، فذكروا: أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يركع الركعتين، ثم يضطجع على شقه الأيمن، حتى يأتيه المؤذن فيخرج معه.
ذكروا أنه كان يركعهما قبل الاضطجاع على شقه الأيمن، وقبل إتيان المؤذن، وزادوا