أخرجه أحمد (٥/ ٣٤٥) (١٠/ ٥٤٣٣/ ٢٣٣٩٣ - ط. المكنز)، وابن دحيم في فوائده (٤٨).
* ورواه الحاكم (٣/ ٤٣٠) (٧/ ٣٠٠/ ٥٩٣١ - ط. الميمان) (٦/ ٢٥٣/ ٥٩٤٣ - ط. التأصيل) بإسناد صحيح إلى يزيد بن هارون: أنا هشام [هو الدستوائي]، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن عبد الله بن مالك بن بحينة، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر به وهو منتصب يصلي بين يدي صلاة الصبح، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "لا تجعلوا هذه الصلاة كالصلاة قبل الظهر وبعدها، واجعلوا بينهم فصلًا".
* خالف فأرسله: علي بن المبارك، قال: ثنا يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر بعبد الله بن مالك بن بحينة وهو منتصب، أي قائم يصلي ثمة بين يدي نداء الصبح، فقال: "لا تجعلوا هذه الصلاة كصلاةٍ قبل الظهر وبعدها، واجعلوا بينهما فصلًا".
أخرجه الطحاوي (١/ ٣٧٣).
قلت: رواية هشام الدستوائي التي رواها الحاكم لا أطمئن إلى ثبوتها عنه، لاحتمال وقوع الوهم في إسنادها من قبل شيخ الحاكم، أو شيخ شيخه، وذلك:
لأن البخاري قال في التاريخ الكبير (١/ ١٤٥): "وقال هشام وشيبان: عن يحيى، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان؛ أن عبد الله بن مالك بن بحينة مرَّ به النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يصلي بين يدي صلاة الصبح، فقال: "اجعلوا بينهما فصلًا"".
وبهذا يكون قد اتفق ثلاثة من ثقات أصحاب يحيى بن أبي كثير؛ هشام الدستوائي، وشيبان بن عبد الرحمن، وعلي بن المبارك، وفيهم أثبت أصحاب يحيى، وهو هشام الدستوائي، اتفقوا على إرسال هذا الحديث عن ابن ثوبان، وهو الصواب، والله أعلم.
* ورواه أبو نعيم [الفضل بن دكين: ثقة ثبت]، عن عبد السلام بن حرب [ثقة]، عن أبي خالد، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن بحينة [كذا قال، قال أبو نعيم: إنما هو ابن بحينة، ولكنه قال: بحينة]، قال: مر بي النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنا منتصب أصلي بعد طلوع الفجر، فقال: "لا تجعلوا هذه الصلاة كالصلاة قبل الظهر وبعده، واجعلوا بينهما فصلًا".
أخرجه خيثمة الأطرابلسي في حديثه (٢٠١)، والخطيب في الكفاية (٢٥١).
قلت: رواية يحيى بن أبي كثير المرسلة أشبه بالصواب، وأبو خالد الدالاني يزيد بن عبد الرحمن: لا بأس به، له أوهام، ولا يتابع على بعض حديثه [التهذيب (٤/ ٥١٦)، الميزان (٤/ ٤٣٢)]، وعبد السلام بن حرب: ثقة حافظ، له مناكير، قال ابن عدي: "يروي عن أبي خالد الدالاني بنسخة طويلة" [التقريب (٣٨٤)، الكامل (٥/ ١ ٣٣)]، [وانظر: الإصابة (١/ ٣٥٤)].
وعليه: فلا يثبت الحديث بهذا اللفظ عن ابن بحينة، والمحفوظ ما تقدم عند الشيخين.