والحاصل: فإن مسألة عدم الفصل بالتسليم بين الأربع مشتهرة عن إبراهيم النخعي.
* فهذا وجه من إعلال حديث عبيدة بن معتب الضبي، وثَم وجه آخر:
قال أبو حاتم: "إنما رواه عبيدة الضبي، عن إبراهيم، عن سهم بن منجاب، عن قزعة، عن قرثع، عن أبي أيوب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ".
ثم قال أبو حاتم: "يرويه بكير بن عامر، عن إبراهيم، عن أبي أيوب، مرسلًا، وليس بقوي" [العلل (٢/ ٢٩٧/ ٣٨٢)].
قلت: بكير بن عامر البجلي الكوفي: ليس بالقوي [انظر ما تحت الحديث رقم (٤٥)]، وقد رواه محمد بن الحسن الشيباني [وهو: ضعيف] في زياداته على موطأ مالك (٢٩٦ م)، قال محمد بن الحسن: "وقد بلغنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي قبل الظهر أربعًا إذا زالت الشمس، فسأله أبو أيوب الأنصاري عن ذلك، فقال: "إن أبواب السماء تفتح في هذه الساعة، فأحب أن يصعد لي فيها عمل"، فقال: يا رسول الله، أيُفصَل بينهن بسلام؟ فقال: "لا"، أخبرنا بذلك بكير بن عامر البجلي، عن إبراهيم، والشعبي، عن أبي أيوب الأنصاري".
وهذا مرسل بإسناد لين، وهو أشبه من حديث عبيدة الضبي، والله أعلم.
* وللحديث طرق أخرى عن أبي أيوب:
أ - روى إبراهيم بن عبد الله بن أيوب المخرمي: ثنا يحيى بن أيوب المقابري [بغدادي ثقة]: ثنا عباد بن عباد المهلبي: ثنا المسعودي، عن عبد الخالق، عن إبراهيم النخعي، عن سهم بن منجاب، عن قرثع، أو: ابن قرثع، عن أبي أيوب، قال: لما نزل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عليَّ، رأيته يديم أربعًا قبل الظهر، وقال: "إنه إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء، فلا يغلق منها باب حتى يصلى الظهر، فأنا أحب أن يرفع لي في تلك الساعة خير".
أخرجه الطبراني في الكبير (٤/ ١٦٩/ ٤٠٣٥)، وفي الأوسط (٣/ ١٢١/ ٢٦٧٣).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن عبد الخالق إلا المسعودي، ولا عن المسعودي إلا عباد، تفرد به يحيى".
وقد كنت قد ضعفت هذا الطريق، فقلت في تخريج أحاديث الذكر والدعاء (٣/ ١٠٢٢/ ٤٨١): "أما عبد الخالق: فلم أعثر له على ترجمة، ويحتمل أن يكون مقلوبًا عن عبيدة بن معتب، قلبه بعض الرواة.
وأما المسعودي؛ فهو: عبد الرحمن بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود الكوفي: صدوق، اختلط قبل موته [التهذيب (٥/ ١٢١)، الميزان (٢/ ٥٧٤)، الكواكب النيرات (٦٢)، التقريب (٥٨٦)]، والراوي عنه: عباد بن عباد بن حبيب بن المهلب البصري: ثقة ربما وهم [التقريب (٤٨١)]، لم يُذكر فيمن روى عن المسعودي قبل اختلاطه، إلا أنه بصري، ومن سمع من المسعودي بالكوفة والبصرة فسماعه جيد، فيحتمل أن يكون حمل عنه قبل