أخرجه ابن خزيمة (٢/ ٢٢٣/ ١٢١٥)، وأحمد (٥/ ٤١٩ - ٤٢٠) (١٠/ ٥٦٠٥/ ٢٤٠٤٨ - ط. المكنز)، وعبد الرزاق (٣/ ٦٥/ ٤٨١٤)، والبيهقي (٢/ ٤٨٩) (٥/ ٣٠٨/ ٤٦٤١ - ط. هجر).
قلت: الواسطة التي أبهمها الثوري، هي التي صرح بها شريك، فيقال: كيف تقدم رواية شريك على الثوري مع حفظه وضبطه وإتقانه، ومع كونه أحفظ الناس لحديث الأعمش، وقد علمت سوء حفظ شريك؟ فيقال: لا يبعد أن يكون الثوري حفظ اسم علي بن الصلت، لكنه أبهمه عمدًا؛ فإن الثوري كثيرًا ما كان يكني عن الضعيف الذي لم يرضه، ولا يسميه، ويقول: عن رجل؛ إذا كان غير مرضي عنده [انظر: الجرح والتعديل (١/ ٦٢ - ٦٨ و ٧٣)، شرح علل الترمذي (١/ ٥٣٥)].
قال ابن خزيمة: "ولست أعرف علي بن الصلت هذا، ولا أدري من أي بلاد الله هو، ولا أفهم ألقي أبا أيوب أم لا؟ ولا يحتج بمثل هذه الأسانيد - علمي - إلا معاند أو جاهل".
° ولا يقدح في رواية هؤلاء: ما رواه وكيع بن الجراح، عن سفيان، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع؛ أن أبا أيوب كان يصلي ثمان ركعات قبل الظهر. موقوفًا.
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ١٨/ ٥٩٥٩).
° والحاصل: فإن أقوى إسناد يروى به حديث أبي أيوب:
هو ما رواه الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن علي بن الصلت، عن أبي أيوب الأنصاري.
وأصح متن له: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي قبل الظهر أربعًا، فقيل له: إنك تصلي صلاة تديمها؟ فقال: "إن أبواب السماء تفتح إذا زالت الشمس، فلا ترتج حتى تصلى الظهر، فأحب أن يصعد لي إلى السماء خير". ليس فيه نفي الفصل بين الأربع بسلام.
وهذا إسناد فيه ضعف؛ لأجل علي بن الصلت؛ فإنه لا يُعرف، لم يرو عنه سوى المسيب بن رافع، وذكره ابن حبان في الثقات [التاريخ الكبير (٦/ ٢٧٩)، الجرح والتعديل (٦/ ١٩٠)، الثقات (٥/ ١٦٣)، الإكمال للحسيني (٦١٦)، المغني (٢/ ٨٨)، الثقات لابن قطلوبغا (٧/ ٢١٥)]، والمسيب بن رافع: تابعي ثقة، من الطبقة الرابعة، توفي سنة (١٠٥).
* وقد روي نحوه من حديث عبد الله بن السائب:
يرويه محمد بن مسلم بن أبي الوضاح [أبو سعيد المؤدب، وهو: ثقة. التهذيب (٣/ ٧٠٠)، وعنه: الطيالسي، وهو: ثقة حافظ]، وابن أبي ليلى [محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى: ليس بالقوي. وعنه: خالد بن عبد اللّه الواسطي، وعيسى بن المختار الكوفي، وعنبسة بن سعيد الرازي، وهم ثقات]:
عن عبد الكريم الجزري، عن مجاهد، عن عبد الله بن السائب؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي أربعًا بعد أن تزول الشمس قبل الظهر، وقال: "إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء، فأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح".