أخرجه الترمذي في الجامع (٤٧٨)، وفي الشمائل (٢٩٥)، والنسائي في الكبرى (١/ ٢٠٩/ ٣٢٩)، وأحمد (٣/ ٤١١)، وابن أبي شيبة في المسند (٨٧٨)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٢/ ١١٠٦/٧٧٠ - مسند عمر)، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (٣/ ٣٦٣/ ٢١٠٢)، وأبو بكر النجاد في مجلس من أماليه (٢)، وأبو نعيم في معرفة الصحابة (٣/ ١٦٧٥/ ٤١٩٤)، والبغوي في شرح السنة (٣/ ٤٦٥/ ٨٩٠)، في الشمائل (٦٠٢)، وأبو طاهر السلفي في الثالث من المشيخة البغدادية (٣) (٢٢٦ - مشيخة المحدثين البغدادية)، والضياء في المختارة (٩/ ٣٩٤/ ٣٦٦) و (٩/ ٣٦٧/٣٩٥).
قال الترمذي: "حديث عبد الله بن السائب: حديث حسن غريب.
وروي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -؛ أنه كان يصلي أربع ركعات بعد الزوال، لا يسلم إلا في آخرهن".
وقال النسائي: "عبد الكريم الجزري، هو عبد الكريم بن مالك: ثقة، وعبد الكريم البصري، هو عبد الكريم بن أبي المخارق: ليس بشيء، يقال له: أبو أمية، ومجاهد هو: ابن جبر أبو الحجاج، وابن إسحاق يقول: ابن جبير، والصواب: ابن جبر".
قلت: كأن النسائي بتعقيبه ذلك على الحديث يذهب إلى تقويته، خلافًا للترمذي الذي حكم عليه بالغرابة، وكلاهما مصيب في نظره:
أما النسائي فنظر لتعدد طرقه، وحسن مخرجه من هذا الوجه، وثقة رجاله، واتصال إسناده، وأما الترمذي فكأنه نظر إلى الطريق الذي أخرجه وغرابته، حيث رواه من طريق الطيالسي عن أبي سعيد المؤدب عن عبد الكريم الجزري، وهذا غريب، لكن لم ينفرد به أبو سعيد المؤدب، بل تابعه ابنُ أبي ليلى، فزالت الغرابة، وصح إسناده واشتهر.
وهذا إسناد صحيح متصل، رجاله ثقات، سمع بعضهم من بعض، ومجاهد بن جبر مولى عبد اللّه بن السائب، سمع مولاه عبد الله بن السائب؛ قاله ابن المديني في العلل [تاريخ دمشق (٥٧/ ٢٩)، تحفة التحصيل (٢٩٥)].
وعليه: فهو حديث صحيح، ويشهد له طريق علي بن الصلت عن أبي أيوب، وليس في شيء منهما نفي الفصل بين الأربع بسلام [راجع تخريجي لهذا الحديث وحديث أبي أيوب في تخريج أحاديث الذكر والدعاء (٣/ ١٠١٨ - ١٠٢٣/ ٤٨٠ و ٤٨١)].
* وقد وهم في إسناده مرتين:
زيد بن حبان، فرواه عن أبي أمية، عن مجاهد، عن عبد الله بن سفيان - رضي الله عنه -، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي قبل الظهر حين تزول الشمس أربع ركعات، ويقول: "إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء، فأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح".
أخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (٥/ ٢١١/ ٢٧٤٠)، بإسناد صحيح إلى زيد.
هكذا وهم فيه زيد بن حبان حين كنى عبد الكريم بن مالك الجزري، وهو: ثقة