قال البزار بعد حديث الأعمش عن أبي إسحاق (٣/ ٣٨): "وهذا الحديث رواه الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد خير عن علي بهذا اللفظ، ورواه أبو الأحوص عن أبي إسحاق عن عبد خير عن علي: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - غسل رجليه، وهكذا رواه خالد بن علقمة عن عبد خير عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: غسل رجليه ثلاثًا، حيث [لعلها: حين، توضأ، والأخبار ثابتة عن علي من وجوه: عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه غسل رجليه.
فإذا ثبت ذلك عن علي عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: أنه غسل رجليه ثلاثًا: فقد وهي حديث الأعمش عن أبي إسحاق عن عبد خير، وقد ذكرنا علة هذا الحديث في غير هذا الموضع، وفساده بأكثر من هذا الكلام، فاستغنينا عن إعادة ذكره بعد".
وقال الدارقطني في الاختلاف على الأعمش في لفظ الحديث: "واختلفوا في لفظ الحديث؛ فقال حفص بن غياث عن الأعمش فيه: "لو كان الدين بالرأي لكان أسفل الخف أولى بالمسح"، وقال عيسى بن يونس ووكيع عن الأعمش فيه: "كنت أرى أن باطن القدمين أحق بالمسح من أعلاهما"، وتابعهما: يونس بن أبي إسحاق وإسرائيل عن [كذا، والصواب: "و"فإن إسرائيل والثوري كلاهما يروي عن أبي إسحاق، وإسرائيل يروي عن جده بلا واسطة] الثوري عن أبي إسحاق.
والصحيح من ذلك قول من قال: "كنت أرى أن باطن الخفين أحق بالمسح من أعلاهما"، وكذلك قال حكيم بن زيد عن أبي إسحاق، ومما يقوي ما ذكرناه: ما رواه خالد بن علقمة وعبد الملك بن سلع والحسن بن عقبة أبو كبران وغيرهم: عن عبد خير أن عليًّا غسل قدميه ثلاثًا، وقال: هكذا رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يفعل (العلل (٤/ ٤٥ - ٤٦)].
وفي نظري -والله أعلم- أن في هذا تصحيح ضمني من الدارقطني لحديث الأعمش في كيفية المسح على الخفين، وأنه حديث مستقل مختلف عن حديث علي في صفة الوضوء -الذي فيه أنه غسل قدميه ثلاثًا- حيث إنه رجح فيه قول من قال: "كنت أرى أن باطن الخفين" على من قال: "باطن القدمين".
• وقد تابع الأعمش على أصل حديثه عن أبي إسحاق السبيعي في المسح على ظاهر الخفين:
• يونس بن أبي إسحاق: تقدم ذكره تحت الحديث (١٦٤).
• وإسرائيل والثوري: ذكرهما الدارقطني في العلل (٤/ ٤٦).
• وحكيم بن زيد: [قال أبو حاتم: "صالح، هو شيخ"، وقال الأزدي: "فيه نظر".
الجرح والتعديل (٣/ ٢٠٤)، اللسان (٢/ ٤١٨)]: ذكره الدارقطني في العلل (٤/ ٤٦).
• وإبراهيم بن طهمان: [ثقة يغرب].
أخرجه البيهقي في السنن (١/ ٢٩٢)، واعتمدت في صحة الإسناد إليه على فعل الذهبي في المهذب (١/ ٢٩٠) حيث حذف الإسناد إلى إبراهيم مما يدل على صحته عنده،