فلم يذكر أحد منهم القراءة في ركعتي الفجر، ولا الركعتين قبل العصر؛ ووقع في رواية خالد الحذاء، عن عبد الله بن شقيق، قال: سألت عائشة عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، عن تطوعه؟ فقالت: كان يصلي في بيتي قبل الظهر أربعًا، ثم يخرج فيصلي بالناس، ثم يدخل بيتي فيصلي ركعتين، وكان يصلي بالناس المغرب، ثم يدخل بيتي فيصلي ركعتين، ويصلي بالناس العشاء، ويدخل بيتي فيصلي ركعتين، ... إلى أن قالت: وكان إذا طلع الفجر صلى ركعتين، ثم يخرج فيصلي بالناس صلاة الفجر.
راجع طرق حديث عبد الله بن شقيق عن عائشة فيما تقدم برقم (٩٥٥ و ٩٥٦)، فضل الرحيم الودود (١٠/ ٢٨٥ - ٢٩٧).
٦ - عن ابن عمر:
رواه فليح بن سليمان [مدني، ليس به بأس، كثير الوهم]، عن نافع، عن ابن عمر؛ أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يصلي قبل الظهر ركعتين، وبعدها ركعتين، وقبل العصر ركعتين، وبعد المغرب ركعتين، وبعد الجمعة ركعتين.
قال نافع، عن ابن عمر: وأخبرتني حفصة؛ أنه كان يصلي ركعتين خفيفتين في بيته حين يطلع الفجر، حتى أظن أنه لا يقرأ فيهما.
أخرجه البزار (١٢/ ١٣٢/ ٥٦٩٦)، والخطيب في تاريخ بغداد (١٤/ ١٥٧) ببعضه.
وقد وهم فليح بذكر الركعتين قبل العصر، وإنما هما ركعتان بعد العشاء، كما رواه أصحاب عن نافع عنه، وتقدم تخريجه تحت الحديث رقم (١١٢٨).
٧ - عن عبد الله بن عمرو:
رواه اليمان بن المغيرة، ثنا عبد الكريم [هو: أبو أمية ابن أبي المخارق]، عن مجاهد، عن عبد الله بن عمرو، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "من صلى قبل العصر أربعًا حرمه الله على النار".
هكذا رواه عن اليمان: سعيد بن سليمان الضبي، وهو: ثقة حافظ.
ورواه عنه أيضًا حجاج بن نصير [وهو: ضعيف]، قال: نا اليمان بن المغيرة به؛ إلا أنه زاد فيه قصة، قال ابن عمرو: جئت ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- قاعد في أناس من أصحابه، فيهم عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-، فأدركت آخر الحديث، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول:"من صلى أربعَ ركعاتٍ قبل العصر لم تمسه النار"، فقلت بيدي هكذا، يحرك بيده: إن هذا حديث جيد، فقال لي عمر بن الخطاب: لما فاتك من صدر الحديث أجود وأجود، قلت: يا ابن الخطاب! فهات، فقال عمر بن الخطاب: حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه:"من شهد أن لا إله إلا الله دخل الجنة".
أخرجه العقيلي في الضعفاء (٤/ ٤٦٣)، والطبراني في الكبير (١٣/ ٤٥٢/ ١٤٣٠٩)، وفي الأوسط (٣/ ٨٨/ ٢٥٨٠).
قال الطبراني:"لا يروى هذا الحديث عن عبد الله بن عمرو عن عمر إلا بهذا الإسناد، تفرد به: حجاج".