* وتابع ابنَ وهب عليه: بكرُ بن مضر [ثقة ثبت]، فرواه عن عمرو بن الحارث به مثله، وزاد فيه قول ابن عباس: وكنت أضرب الناسَ مع عمر عليهما.
علقه البخاري في الصحيح (٤٣٧٠)، ووصله: الطحاوي (١/ ٣٠٢).
* سئل الدارمي عن هذا الحديث، فقال: "أنا أقول بحديث عمر عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لا صلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، ولا بعد الفجر حتى تطلع الشمس"".
* ويبدو أن هذه الواقعة قد تكررت في سؤال أم المؤمنين:
١ - فقد روى سفيان بن عيينة، عن عبد الله بن أبي لبيد، قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن، يقول: قدم معاوية بن أبي سفيان المدينة، فبينا هو على المنبر إذ قال: يا كثير بن الصلت! اذهب إلى عائشة فسلها عن صلاة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد العصر، قال أبو سلمة: فذهبت معه إلى عائشة، وبعث ابن عباس عبد الله بن الحارث بن نوفل معنا، فأتى عائشة -رضي الله عنها- فسألها عن ذلك، فقالت له: اذهب فسل أم سلمة، فذهبت معه إلى أم سلمة فسألها، قالت أم سلمة: دخل عليَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم بعد العصر، فصلى عندي ركعتين لم أكن أراه يصليهما، [فقلت: يا رسول الله! ما هاتان الركعتان؟]، فقال: "إني كنت أصلي ركعتين بعد الظهر، وإنه قدم عليَّ وفد بني تميم، أو صدقة، فشغلوني عنهما، فهما هاتان الركعتان".
قال الحميدي: حدثنا سفيان، قال: حدثنا عبد الله بن أبي لبيد، وكان من عباد أهل المدينة، وكان يرى القدر.
أخرجه الشافعي في الأم (١/ ١٤٨ و ٢٨٦)، وفي اختلاف الحديث (١٠٦)، وفي المسند (٨٤ و ١٦٧)، وعبد الرزاق (٢/ ٤٣١/ ٣٩٧١)، والحميدي (٢٩٧)، والطحاوي (١/ ٣٠٢)، والطبراني في الكبير (٢٣/ ٢٥٩/ ٥٤٠)، والبيهقي في المعرفة (٢/ ٢٧٠/ ١٣١٠)، وابن عبد البر في التمهيد (١٣/ ٤٠)، والخطيب في الفقيه والمتفقه (١/ ٣٠٢)، والبغوي في شرح السنة (٣/ ٣٣٣/ ٧٨١)، [الإتحاف (١٨/ ١٨٣/ ٢٣٥٢٧)، المسند المصنف (٤٠/ ٢٩٨/ ١٩٢٥٠)].
قال البيهقي: "هذا حديث صحيح".
وقال ابن حجر في الفتح (٣/ ١٠٦): "وقوله: من بني تميم وهمٌ، وإنما هم من عبد القيس، وكأنهم حضروا معهم بمال المصالحة من أهل البحرين".
قلت: تميم من مضر، وعبد القيس من ربيعة، وقد فرق البخاري في صحيحه بين الوفدين [راجع الأحاديث (٤٣٦٥ - ٤٣٧١) من صحيح البخاري].
قال ابن رجب في الفتح (٥/ ٣٢٩): "فإن عبد القيس إنما وفد على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عام الفتح"، وقال في موضع آخر (٥/ ٣٨٨): "أن عبد القيس أسلموا قبل فتح مكة، وجمعوا في مسجدهم، ثم فتحت مكة بعد ذلك، وجمع فيها".
وقال ابن حجر في الفتح (١/ ١٣٢): "وإنما جمعوا بعد رجوع وفدهم إليهم، فدل على أنهم سبقوا جميع القرى إلى الإسلام".