وأما وفد بني تميم فكان قدومهم في سنة تسع، أي بعد وفد عبد القيس بزمان.
والحاصل: فإنه حديث صحيح، رجاله ثقات، غير قوله فيه: وفد بني تميم، وإنما هم وفد عبد القيس، كما جاء في رواية كريب عن أم سلمة التي اتفق على إخراجها الشيخان، ولعل الوهم فيه من عبد الله بن أبي لبيد، فإنه وإن كان ثقة؛ إلا أنه كان يهم، ويخالف في بعض حديثه، كما قال العقيلي [انظر: التهذيب (٢/ ٤١٠)].
وقد تابع عبد الله بن أبي لبيد على هذه اللفظة: محمد بن عمرو بن علقمة:
٢ - فقد رواه المعتمر بن سليمان، قال: سمعت محمدًا [قال ابن حجر في الإتحاف (١٨/ ١٨٣/ ٢٣٥٢٧): هو: ابن عمرو]،
ورواه يعلى بن عبيد الطنافسي: ثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة؛ أن أم سلمة قالت: دخل عليَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد العصر فصلى ركعتين، فقلت: أيْ رسولَ الله! أيُّ صلاة هذه؟ ما كنت تصليها، قال:"إنه قدم وفد من بني تميم فشغلوني عن ركعتين كنت أركعهما بعد الظهر". لفظ معتمر.
أخرجه ابن خزيمة (٢/ ٢٦١/ ١٢٧٧)، وأحمد (٦/ ٢٩٣)، وإسحاق بن راهويه (٤/ ١٤٨/ ١٩٢٢) و (٤/ ١٧٩/ ١٩٧٠)، وعبد بن حميد (١٥٣٢)، وأبو العباس السراج في مسنده (١٥٣٧)، وفي حديثه بانتقاء الشحامي (٢٣٣٣)[وفي سنده سقط]. وابن المنذر في الأوسط (٢/ ٣٩٠/ ١٠٩٠)، [الإتحاف (١٨/ ١٨٣/ ٢٣٥٢٧)، المسند المصنف (٤٠/ ٢٩٨/ ١٩٢٥٠)].
وهذا إسناد جيد، والصواب: وفد عبد القيس.
٣ - ورواه حماد بن سلمة، عن الأزرق بن قيس، عن ذكوان، عن عائشة، عن أم سلمة -رضي الله عنهم-[وفي رواية: حدثتني أم سلمة]؛ أن النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى في بيتها ركعتين بعد العصر، فقلت: يا رسول الله ما هاتان الركعتان؟ فقال:"كنت أصليهما بعد الظهر فجاءني مال فشغلني فصليتهما الآن".
وهو حديث صحيح، يأتي تخريجه في طرق حديث عائشة في الركعتين بعد العصر، الطريق الثالث والعشرون (٢٣)، ولا تمانع من اتفاق قدوم وفد عبد القيس، مع مجئ مال كان النبي -صلى الله عليه وسلم- في انتظاره ليقسمه بين المسلمين، والله أعلم.
٤ - ورواه أبو أسامة حماد بن أسامة [كوفي، ثقة ثبت]، قال: ثنا الوليد بن كثير [المخزومي، المدني، سكن الكوفة: ثقة]، قال: حدثني محمد بن عمرو بن عطاء [مدني، تابعي، ثقة، من الثالثة]، عن عبد الرحمن بن أبي سفيان؛ أن معاوية أرسل إلى عائشة -رضي الله عنها- يسألها عن السجدتين بعد العصر، فقالت: ليس عندي صلاهما، ولكن أم سلمة -رضي الله عنها- حدثتني أنه صلاهما عندها، فأرسل إلى أم سلمة -رضي الله عنها-، فقالت: صلاهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندي لم أره صلاهما قبل ولا بعد، فقلت: يا رسول الله! ما سجدتان رأيتك صليتهما بعد العصر ما صليتهما قبل ولا بعد؟ فقال: "هما سجدتان كنت أصليهما بعد الظهر فقدم عليَّ