أخرجه ابن خزيمة (١/ ١٢٩/ ٢٦٠)(١/ ٢٤٥/ ٢٧٧ - ط. التأصيل)، والحاكم (١/ ١٦٤)(١/ ٣٩٤/ ٥٩٣ - ط. الميمان)(١/ ٥٢٦/ ٥٩٤ - ط. التأصيل)، و (٣/ ٦٥)(٦/ ١٤/ ٤٤٦٧ - ط. الميمان)، و (٣/ ٦١٧)(٨/ ٢٤٩/ ٦٧٢٩ - ط. الميمان)، و (٤/ ١٤٨)(٩/ ١٤٥/ ٧٤٢٦ - ط. الميمان)، والطبراني في الأوسط (١/ ١٣٥/ ٤٢٢)، وفي مسند الشاميين (٢/ ٣١٥/ ١٤١٠)، والبيهقي في الصغرى (١/ ٣٢٤/ ٩٢٥)، وفي الدلائل (٢/ ١٦٨)] [الإتحاف (١٢/ ٥٠٥/ ١٦٠٠٣)، المسند المصنف (٢٣/ ١٥١/ ١٠٣٥٨)].
قال الحاكم:"قد خرج مسلم بعض هذه الألفاظ من حديث النضر بن محمد الجرشي، عن عكرمة بن عمار، عن شداد بن عبد الله، عن أبي أمامة، قال: قال عمرو بن عبسة، وحديث العباس بن سالم هذا أشفى وأتم من حديث عكرمة".
وقال في الموضع الثاني:"هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه، وقد تابع أبا سلام على روايته: ضمرة بن حبيب وأبو طلحة الراسبي وشداد بن عبد الله أبو عمار".
وقال الطبراني:"لم يرو هذا الحديث عن العباس بن سالم إلا محمد بن مهاجر".
قلت: هذا إسناد شامي صحيح إلى أبي سلام عن أبي أمامة عن عمرو بن عبسة، ولم يذكر فيه أبو سلام سماعًا من أبي أمامة، لا سيما وقد قال فيه أبو حاتم الرازي:"ممطور أبو سلام الأعرج الحبشي الدمشقي: روى عن ثوبان، والنعمان بن بشير، وأبي أمامة، وعمرو بن عبسة؛ مرسل" [المراسيل لابن أبي حاتم (٨١٣)].
وظاهر هذه العبارة أن رواية ممطور أبي سلام عن جميع هؤلاء الصحابة مرسلة، ومنهم أبو أمامة، لكن يفسر هذه العبارة، ويزيدها إيضاحًا، ويزيل عنها إشكال الإجمال؛ ما قاله ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٨/ ٤٣١) نقلًا عن أبيه في ترجمة ممطور: "روى عن ثوبان، والنعمان بن بشير، وأبي أمامة، وسُلمى مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وروى عن عمرو بن عبسة: مرسل".
فدل هذا الكلام المفصل على أن أبا سلام معروف بالرواية عن هؤلاء الأربعة، بينما روايته عن عمرو بن عبسة مرسلة، وأن قوله في المراسيل:"مرسل"، إنما يعود فقط على أقرب مذكور، وهو عمرو بن عبسة، وأن أبا سلام لم يسمع منه، لكونه يدخل بينهما أبا أمامة، ويؤكد هذا أن ابن أبي حاتم لما سأل أباه عن حديث آخر من رواية الوليد بن مسلم، عن عبد الله بن العلاء بن زبر؛ أنه سمع أبا سلام الأسود، قال: سمعت عمرو بن عبسة، قال أبو حاتم:"ما أدري ما هذا!؟ لم يسمع أبو سلام من عمرو بن عبسة شيئًا، إنما يروي عن أبي أمامة عنه" [العلل (٣/ ٣٣٠/ ٩٠٨)].
ولو نظرنا فيمن جزم الأئمة بعدم سماع ممطور منه، لوجدناه ثوبان، فقد جزم بعدم سماعه منه: ابن معين وابن المديني، وتوقف في ذلك أو لم يجزم بعدم السماع: أحمد وأبو حاتم [المراسيل (٨١٢ و ٨١٤)، جامع التحصيل (٢٨٦)، تحفة التحصيل (٣١٥)]، وثوبان قد توفي سنة (٥٤)، ولو كان النقل الأول عن أبي حاتم دالًا على الجزم بالإرسال؛