ثم قال:"صلِّ ما شئت حتى تصلي صلاة الصبح، ثم اقتصر حتى تطلع الشمس، فإنها تطلع في قرن الشيطان، وحينئذٍ يسجد الكفار لها، ثم صل إذا شئت حتى إذا انتصف النهار فاقتصر، فإن جهنم تسجر حينئذٍ، فإذا فاء الفيء فصلِّ ما شئت حتى تصلي العصر، ثم اقتصر، فإن الشمس تغرب في قرن الشيطان، وحينئذٍ يسجد الكفار لها". قال: وسألته عن الطهور، فقال:"إذا مضمضت فاك فإنك تمج خطيئته، وإذا غسلت يديك غسلت خطيئة يديك وأظفارك وأناملك، وإذا غسلت رجليك غسلت خطيئتك من بطن قدميك، وإذا صليت فأقبلت إلى الله بقلبك كانت كفارة، وإن جلست وجب أجرك".
أخرجه الطَّبراني في الأوسط (٧/ ٩٦/ ٦٩٦٤)، وفي الدعاء (١٣٠).
قال الطَّبراني:"لم يرو هذين الحديثين عن يحيى بن أبي كثير إِلَّا علي بن المبارك، تفرد بهما: عثمان بن جبلة بن أبي رواد".
قلت: هو حديث غريب جدًّا بهذا الإسناد؛ من حديث أبي قلابة، ثم من حديث يحيى بن أبي كثير، ثم من حديث علي بن المبارك الهنائي البصري، تفرد به عنه أهل مرو دون أهل العراق: عثمان بن جبلة بن أبي رواد المروزي، وهو: ثقة، كان شريكًا لشعبة، وابنه عبد العزيز: روى عنه جماعة من الثقات، وروى له البخاري، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال الدارقطني والخليلي:"ثقة" [سؤالات الحاكم (٣٥٨)، الإرشاد (٣/ ٨٩١)، التعديل والتجريح (٢/ ٩٠٠)، تاريخ الإسلام (١٦/ ٢٦٤)، التهذيب (٢/ ٥٩٠)]، وابنه خلف بن عبد العزيز المروزي: ترجم له ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٣/ ٣٧١)، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، والله أعلم.
* وللحديث طرق أخرى عن أبي أمامة عن عمرو بن عبسة لا تخلو من مقال:
أخرجها عبد بن حميد (٢٩٨)[وفي إسناده: بشر بن نمير، وهو: متروك متهم] [المسند المصنف (٢٣/ ١٠٣٥٨/١٥١)].
وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (١/ ٣٥٣/١٥٧ - السفر الثالث)، والطبراني في مسند الشاميين (٢/ ٤٠٥/ ١٥٩٠)، وأبو أحمد الحاكم في فوائده (٥)[وفي إسناده: فرج بن فضالة، وهو: ضعيف].
وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (١/ ٣٧٨/ ١٣٣١ - السفر الثاني) و (١/ ١٥٨/ ٣٥٥ - السفر الثالث)[وفي إسناده: يزيد بن سنان أبو فروة الرهاوي، وهو: ضعيف].
وأبو نعيم في الحلية (٥/ ٢٠٣)[وفي إسناده: عثمان بن عطاء بن أبي مسلم الخراساني، وهو: ضعيف روى عن أبيه أحاديث منكرة].
* وله طرق أخرى:
• منها: ما أخرجه النسائي في المجتبى (١/ ٢٨٣ / ٥٨٤)، وفي الكبرى (٢/ ٢١٩/ ١٥٧٣)، وابن ماجة (٢٨٣ و ١٢٥١ و ١٣٦٤)، وأحمد (٤/ ١١١ و ١١٣ و ١١٤)، وأبو عبيد القاسم بن سلام في الطهور (١٣)، وابن سعد في الطبقات (٤/ ٢١٥)، وابن أبي شيبة