للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

• وروي من طريق في إسناده مجهول، وهو: محمد بن عون بن الحسن الوحيدي القيسي [تاريخ الإسلام (٢٣/ ٣٣٥) قال: ثنا أحمد بن أبي الحواري [ثقة]: ثنا وكيع: ثنا شعبة، قال: سمعت شيخًا بواسط يقال له: شعيب أو أبو شعيب، قال: سمعت طاووسًا، يقول: سئل ابن عمر عن الركعتين بعد العصر، فقال: ما رأيت - أو: ما رأينا - أحدًا يصليهما، قال: وسئل عن الركعتين قبل النوم فلم ينه عنهما.

أخرجه أبو نعيم في الحلية (١٠/ ٣٠).

قلت: ولا يثبت هذا، والمحفوظ عن وكيع الأول، وقد ذكرته تحت الحديث رقم (١٢٧٣)، في طرق حديث ابن عمر.

* ويمكن أن يقال بأن رواية وكيع رواية بالمعنى، من جهة أن عدم النهي عنها مرجعه إلى عدم وقوف ابن عمر على دليل بالمنع سوى أنه لم ير أحدًا يصليهما، والله أعلم.

والأظهر عندي أن هذا الحديث شاذ؛ لمخالفته ما في الصحيحين، من حديث عبد الله بن مغفل في إباحة هاتين الركعتين، ثم في نقل أنس بن مالك عن كبار الصحابة أنهم كانوا يصلون هاتين الركعتين، ويبتدرون السواري مسارعة إليها، بل يصلونها حتى يخرج عليهم النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - وهم كذلك، وذلك لقصر الوقت فيما بين الأذان والإقامة، إذ لم يكن بينهما إِلَّا قليل، حتى إن الرجل الغريب ليدخل المسجد فيحسب أن الصلاة قد صليت من كثرة من يصليهما؛ فكيف يقال بعد هذا الوصف المفصل أن مثل ذلك يخفى على الصحابة، لاسيما ابن عمر في شدة تتبعه للسنن وتحريه لأفعال النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم - وتقريراته، إِلَّا لو قيل بأن ابن عمر لم يكن يأتي المسجد إِلَّا بعد تكبيرة الإحرام وهذا مستبعد، والله أعلم.

وشيخ شعبة في هذا الحديث: هو شعيب صاحب الطيالسة، روى عن طاووس وابن سيرين ومعاوية بن قرة، وعنه: موسى بن إسماعيل أبو سلمة التبوذكي، هكذا ترجم له البخاري في التاريخ الكبير (٤/ ٢٢٣)، وابن حبان في الثقات (٦/ ٤٤٥)، ولم يذكرا شعبة فيمن روى عنه.

وقال أبو داود: "سمعت يحيى بن معين يقول: هو شعيب - يعني: وهم شعبة في اسمه".

وقال عبد الله بن أحمد في العلل ومعرفة الرجال (٣/ ١٨/ ٣٩٥٤): "سألت يحيى، قلت: شعبة عن أبي شعيب الشامي؟ فقال: إنما هو بصري، كان له ابن بالبصرة يحدث، قلت: فمن قال الشامي؟ قال: أخطأ؛ إنما هو بصري".

ونقل إسحاق بن منصور الكوسج عن ابن معين أنه قال: "أبو شعيب الذي روى عن طاووس عن ابن عمر: مشهور بصري" [الجرح والتعديل (٩/ ٣٨٩)].

وأما ابن أبي حاتم فقد ترجم ثلاث تراجم في كتابه مفرِّقًا بينها:

الأولى: شعيب بن الصلح [أو: ابن صالح]، صاحب الطيالسة بصري: روى عن

<<  <  ج: ص:  >  >>