قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن قيس بن سعد إلا هشام بن حسان، ولا عن هشام إلا سالم بن نوح، تفرد به: علي بن محمد".
قال الهيثمي في المجمع (٢/ ٢٣٧): "وفيه من لم أجد له ترجمة".
قلت: هو حديث منكر؛ تفرد به عن هشام بن حسان: سالم بن نوح العطار، وهو: ليس به بأس، لكن له غرائب وأفراد لينوه بسببها [انظر: التهذيب (١/ ٦٨٠)، الميزان (٢/ ١١٣)]، وهذا منها [وانظر في مناكيره أيضًا: ما تقدم تحت الحديث رقم (٦٠٧)، الشاهد السادس، وما تحت الحديث رقم (٩٥٦)].
والراوي عنه: علي بن محمد الزيادآبادي: شيخ يروي عن الثقات ما ليس من حديثهم، ويتفرد بما لا يتابع عليه [انظر: علل الدارقطني (١٠/ ٩٧/ ١٨٩٠)، أطراف الغرائب والأفراد (٢/ ٣٧٩/ ٥٧٩٧)، مشيخة الآبنوسي (٧)، تاريخ بيهق (٢٨٢)، الأنساب (٣/ ١٨٥)، اللسان (٦/ ١٤)].
وعبد الله بن محمد بن سختان الشيرازي: لا يُعرف روى عنه غير الطبراني، ولم يكثر عنه، ولم يشتهر حديثه، حتى قالوا في التعريف به: "شيخ للطبراني" [الإكمال (٤/ ٢٦٧)، الأنساب (٣/ ٢٣١)، توضيح المشتبه (٥/ ٦٥)].
وقد روي من حديث طاووس عن ابن عباس، لكن من وجه لا يثبت:
رواه ليث بن أبي سليم، عن طاووس، عن ابن عباس - رضي الله عنهما - قال: كنت أظنه رفعه، قال: "في ابن آدم ثلاثمائة وستون سلامى أو عظم أو مفصل، على كل واحد منها في كل يوم صدقة"، قال: "كلمة طيبة يتكلم بها الرجل صدقة، وعون الرجل أخاه على الشيء صدقة، وشربة الماء نسقيها صدقة، وإماطة الأذى عن الطريق صدقة".
أخرجه البخاري في الأدب المفرد (٤٢٢)، ومسدد في مسنده (٥/ ٦٥٩/ ٩٥٩ - مطالب)، وابن أبي الدنيا في مداراة الناس (١٠١)، والطبراني في الكبير (١١/ ٤٦/ ١١٠٢٧)، [المسند المصنف (١٣/ ١٧٨/ ٦٣١٢)].
وهذا حديث منكر؛ ليث بن أبي سليم: ضعيف، لاختلاطه وعدم تميز حديثه.
والمعروف في هذا عن طاووس قوله:
فقد رواه الحسين المروزي [ثقة] [واللفظ له]، وهناد بن السري [ثقة] [مختصرًا]:
عن سفيان بن عيينة، عن عمرو [هو: ابن دينار]، عن طاووس، قال: في الإنسان ثلاثمائة وستون سلامة - أو: سلامى، شك حسين -، على كل سلامى في كل يوم صدقة، فأمرك بالمعروف صدقة، ونهيك عن المنكر صدقة، وردك السلام صدقة، وإماطتك الأذى عن الطريق صدقة، ومحاملتك عن الدابة صدقة. وزاد ابن طاوس: والكلمة الطيبة صدقة.
أخرجه الحسين المروزي في البر والصلة (٣٠٤)، وهناد في الزهد (٢/ ٥٢٤/ ١٠٨٠).
وهذا مقطوع على طاووس قوله، بإسناد صحيح كالشمس.