للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فيه: "لم يكن من أهل الحديث وروايته، ولا علمَ له بطرقه ولا صناعته" [اللسان (٧/ ٣٨٨)]، وشيخه عمر بن أبي عمر العبدي البلخي، قال فيه الجوزقاني: "مجهول"، فتعقبه ابن حجر في اللسان بقوله: "عمر: معروف، لكنه ضعيف"، وقال في الفتح: "وهو واهٍ"، قلت: وليس هو بالذي يروي عن أبي الزبير، ولا عن عمرو بن شعيب، ولا عن عبد الله بن طاووس؛ فإنه ليس من طبقة من يروي عن هؤلاء، وقد فرق الخطيب بينهم في المتفق، والله أعلم [المتفق والمفترق (٢/ ١٢٥٩/ ٧٩٢) و (٣/ ١٦١٢/ ١٠٨٢)، الأباطيل والمناكير (٢/ ٦٤/ ٤٣٣)، اللسان (١/ ٣١٠)، الفتح لابن حجر (١٢/ ٣٥٤)].

• خالفه: أحمد بن إبراهيم القرشي [وقفت على جماعة ممن يروي عن أبي النضر، واسمه: أحمد بن إبراهيم، والأقرب أنه: أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد الله القرشي البسري الدمشقي، وهو: ثقة]، قال: حدثنا أبو النضر إسحاق بن إبراهيم بن يزيد القرشي [دمشقي، ثقة]، قال: حدثنا خالد بن يزيد بن صالح بن صبيح [المري، أبو هاشم الدمشقي: ثقة]، عن العلاء [هو: ابن الحارث بن عبد الوارث الحضرمي: ثقة، من أعلم أصحاب مكحول]، عن مكحول، عن أبي الدرداء، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "يا عويمر! لا تبت إلا على وتر، وصلِّ ركعتي الضحى مقيمًا أو مسافرًا، وصم ثلاثة أيام من كل شهر؛ تستكمل الزمان كله"، أو قال: "الدهر كله".

أخرجه ابن عبد البر في التمهيد (٨/ ١٤٠).

وهذا عندي أشبه بالصواب من حديث الحكيم الترمذي، وهو منقطع؛ فإن مكحولًا لم يدرك أبا الدرداء [انظر: تحفة التحصيل (٣١٤)].

فلا يثبت الحديث بهاتين الزيادتين: مقيمًا أو مسافرًا، وتستكمل الزمان كله.

ج - وروى إبراهيم بن أبي حميد: نا عثمان بن عبد الرحمن: نا سالم بن عبد الأعلى، عن نمير بن أوس الأشعري [صدوق، لم يدرك أبا الدرداء. التهذيب (٤/ ٢٤٢)]: أخبرنا أبو الدرداء؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - علمه ثلاثًا، قال: أمرني أن لا أنام إلا على وتر، وأمرني بصيام ثلاثة أيام من الشهر، وأمرني بأربع سجدات بعد ارتفاع الشمس للضحى، ثم فسرهن لي فقال: "إن العبد تقبض روحه في منامه فلا يدري أترد إليه أم لا؟ فيكون قد قضى وتره خير له، ومن صام ثلاثًا من الشهر فقد صام الدهر؛ لأن الحسنة بعشر أمثالها، ويصبح العبد على كل سلامي منه زكاة"، قلت: يا رسول الله بأبي أنت! وما السلامي؟ قال: "رأس كل عظم من جسده، فإذا صلى ركعتين بأربع سجدات، فقد أدى ما على جسده من زكاة".

أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (٦٢/ ٢٢٦)، بإسناد فيه من يجهل حاله إلى إبراهيم بن أبي حميد به.

قلت: هذا حديث موضوع؛ سالم بن عبد الأعلى: متروك، متهم، روى أحاديث موضوعة [اللسان (٤/ ١٠) وعثمان بن عبد الرحمن بن مسلم الحراني الطرائفي: صدوق، أكثر الرواية عن الضعفاء والمجاهيل، فضُعِّف بسبب ذلك، حتى نسبه ابن نمير

<<  <  ج: ص:  >  >>