أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أتاهم في مسجد قباء، فرآهم يصلون الضحى، فقال:"هذه صلاة الأوابين"، قال: وكانوا يصلونها إذا رمضت الفصال.
أخرجه عبد بن حميد (٢٥٨)، والعقيلي في الضعفاء (١/ ٣٠٠)، وابن الأعرابي في المعجم (٢/ ٦١٣/ ١٢١١)، والطبراني في الكبير (٥/ ٢٥٧/ ٥١١٢)، وفي الأوسط (٣/ ٢٥٤/ ٣٠٦٧)، [المسند المصنف (٨/ ٢٠٣/ ٤٠٥٧)].
قال العقيلي:"ليس بمحفوظ من حديث قتادة، رواه أيوب وهشام الدستوائي عن القاسم الشيباني عن زيد بن أرقم".
قلت: بل هو محفوظ من حديث قتادة، رواه عنه سعيد بن أبي عروبة، وهو من أثبت الناس في قتادة، لكن ابن مصك قد خالفه، وقلب متنه.
قال ابن حجر في المطالب (٤/ ٥٨٣/ ٦٥٧): "وهذا يباين سياق مسلم".
قلت: هذا منكر بهذا السياق، حسام بن مِصَك: متروك [انظر: التهذيب (١/ ٣٧٨)]، وقد قلب هذا الحديث، حيث جعل صلاتهم حين أتاهم النبي - صلى الله عليه وسلم - في الوقت الذي حثهم عليه في بقية الروايات.
* قال البزار:"وهذا الحديث بهذا اللفظ لا نعلم أحدًا يرويه إلا زيد بن أرقم، ولا نعلم أحدًا رواه عن زيد إلا القاسم بن عوف الشيباني".
قلت: هو حديث صحيح، صححه مسلم وأبو عوانة وابن خزيمة وابن حبان.
فإن قيل: قد تكلم بعضهم في القاسم، فقد تركه شعبة ولم يحدث عنه، وقال أبو حاتم:"مضطرب الحديث، ومحله عندي الصدق"، وقال النسائي بعد حديث الحشوش:"ضعيف الحديث"، وقال ابن عدي:"هو ممن يكتب حديثه".
قلت: يمكن تأويل ذلك، فأما ما روي عن شعبة؛ فإن شعبة لم يصرح بتضعيفه، وإنما ترك الرواية عنه حسب، وقد كان شعبة يترك الرواية أحيانًا عن الرجل لأمور تقدح في مروءته لا في صدقه وضبطه، ومن جهة أخرى فإن شعبة قد روى عن بعض الضعفاء، فهل يرفع ذلك من حالهم؟ وأما أبو حاتم فإنه جمع بين أمرين: الأول: وصفه بالاضطراب في الحديث، وهذا غير متحقق هنا، والثاني: وصفه بالصدق، ولا مدفع عنه في هذا الحديث، وأما تضعيف النسائي له فيحمل على حديث الحشوش وحده، والذي وقع الاختلاف فيه على قتادة، ولا أظن هذا التضعيف يثبت عن النسائي، فإن حديث الحشوش ثابت صحيح [تقدم برقم (٦)]، ولا مطعن فيه على القاسم، ولم أقف على تضعيف النسائي هذا في عمل اليوم والليلة (٧٧ و ٧٨)(٩/ ٣٥/ ٩٨٢٢ و ٩٨٢٣ - الكبرى)، وأما ابن عدي فإنه لم يذكر هذا الحديث فيما أورده في ترجمته، وإنما اقتصر على ذكر حديث الحشوش، وهو حديث صحيح كما ذكرت آنفًا، ثم قال:"والقاسم بن عوف الشيباني اشتهر بهذا الحديث بحديث الحشوش محتضرة وله غيرها من الحديث شيء يسير، وهو ممن يكتب حديثه"،