هذا الحديث من المغازي، وعليه: فإن رواية يونس بن بكير مقدمة على رواية الأبرش، وهي أشهر منها.
فهو حديث غريب، وإسناده ضعيف؛ موسى بن فلان بن أنس، أو: موسى بن حمزة بن أنس: مجهول [التهذيب (٤/ ١٩٢)، التقريب (٧٩٠)، سؤالات البرقاني (٥٠٤)، وقال الدارقطني: "يخرج حديثه اعتبارًا"].
قال ابن القيم في الزاد (١/ ٣٥٩): "من الأحاديث الغرائب".
وقال ابن حجر في الفتح (٣/ ٥٤): "وليس في إسناده من أطلق عليه الضعف"، ثم خالف نفسه في التلخيص (٢/ ٢٠) حين قال: "إسناده ضعيف".
٦ - حديث أبي هريرة:
رواه يزيد بن زريع، ووكيع بن الجراح، والنضر بن شميل، وعثمان بن عمر بن فارس، ومحمد بن بكر البرساني، وعلي بن عاصم:
عن النفاس بن قَهْم، عن شدَّاد أبي عمار، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من حافظ على شفعة الضحى [وفي رواية: سبحة الضحى] غفرت ذنوبه؛ وإن كانت مثلَ زَبَد البحر".
أخرجه الترمذي (٤٧٦)، وابن ماجه (١٣٨٢)، وأحمد (٢/ ٤٤٣ و ٤٩٧ و ٤٩٩)، وإسحاق بن راهويه (١/ ٣٣٨/ ٣٢٩) و (١/ ٤١١/ ٤٦٢)، وابن أبي شيبة (٢/ ١٧٢/ ٧٧٨٤)، وعبد بن حميد (١٤٢٢)، وابن حبان في المجروحين (٣/ ٥٦) (٢/ ٣٩٩ - ط. الصميعي)، وابن عدي في الكامل (٧/ ٥٨)، والبغوي في شرح السنة (٤/ ١٤٣/ ١٠٠٨)، [التحفة (٩/ ٤٧١/ ١٣٤٩١)، الإتحاف (١٥/ ٨٠/ ١٨٩١١)، المسند المصنف (٣١/ ١٣٧/ ١٤٢١٦)].
قال الترمذي: "وقد روى وكيع والنضر بن شميل وغير واحد من الأئمة هذا الحديث، عن نهاس بن قهم، ولا نعرفه إلا من حديثه".
وقال الأثرم في الناسخ (٢٠٢ م): "وهذا حديث ليس بالقوي".
وأورد ابن حبان حديثه هذا في المجروحين منكرًا به عليه، بعد أن قال فيه: "كان ممن يروي المناكير عن المشاهير، ويخالف الثقات في الروايات، لا يجوز الاحتجاج به".
وقال ابن عدي بعد أن أخرج هذا الحديث في جملة ما أنكر على النهاس بن قهم: "وللنهاس غير ما ذكرت، وأحاديثه مما ينفرد به عن الثقات، ولا يتابع عليه".
وقال البغوي: "هذا الحديث لا يعرف إلا من حديث النهاس، وقد روى عنه الأئمة".
قلت: هو حديث منكر؛ شداد أبو عمار: لم يسمع من أبي هريرة [تهذيب الكمال (١٢/ ٤٠٠)، تاريخ الإسلام (٧/ ٣٧٩)، تحفة التحصيل (١٤٥)].
والنهاس بن قهم: ضعيف، وكان قاصًا، روى أحاديث منكرة، وهذا منها [انظر: الميزان (٤/ ٢٧٤)، التهذيب (٤/ ٢٤٣)].