أخرجه ابن حبان (٦/ ٢٧٦/ ٢٥٣٥)، وابن أبي شيبة في المسند (٤/ ٥٥٨/ ٦٤٩ - مطالب) (١/ ٣٠٩/ ٥٢١ - إتحاف الخيرة)، وأبو يعلى (١١/ ٣٦٠/ ٦٤٧٣) و (١١/ ٤٣٥/ ٦٥٥٩)، وابن عدي في الكامل (٢/ ٢٧٥)، وابن شاهين في الترغيب في فضائل الأعمال (١٢٥)، [الإتحاف (١٤/ ٦٦٦/ ١٨٤٤٧)، المسند المصنف (٣٠/ ٣٥٩/ ١٣٩٤٣)].
هكذا أورد ابن عدي هذا الحديث في ترجمة حميد بن صخر، وصدرها بقوله: "حميد بن صخر: يروي عنه حاتم بن إسماعيل: ضعيف، قاله أحمد بن شعيب النسائي"، وأورد له ثلاثة أحاديث هذا أحدها، ثم قال: "ولحاتم بن إسماعيل عن حميد بن صخر أحاديث غير ما ذكرته، وفي بعض هذه الأحاديث عن المقبري ويزيد الرقاشي: ما لا يتابع عليها.
وقد فرق ابن عدي بينه وبين حميد بن زياد أبي صخر الخراط المدني، وأورد له في ترجمته من الكامل (٢/ ٢٦٩) ثلاثة أحاديث أنكرها عليه، ثم قال: "وأبو صخر هذا حميد بن زياد له أحاديث صالحة، ... ، وهو عندي صالح الحديث، وإنما أنكرت عليه هذين الحديثين: المؤمن مؤالف، وفي القدرية، اللذين ذكرتهما، وسائر حديثه أرجو أن يكون مستقيمًا".
وفرق بينهما أيضًا: الذهبي [تاريخ الإسلام (٩/ ١١٧)].
قال ابن عبد الهادي في الصارم المنكي (٢٥٣): "هكذا فرق ابن عدي بينهما، وجعلهما رجلين، والصحيح: أنهما رجل واحد، وهو أبو صخر حميد بن زياد، لكن حاتم بن إسماعيل كان يسميه: حميد بن صخر، وسماه بعضهم: حمادًا".
• قلت: وقد يوحي تصرف أحمد والنسائي بالتفرقة بينهما:
فقد قال النسائي في الضعفاء (١٤٣): "حميد بن صخر؛ يروي عنه حاتم بن إسماعيل: ليس بالقوي"، وفي أكثر من رواية عنه: "ضعيف"، لكن يشكل عليه أنه أطلق نفس الحكم في حميد بن زياد، حيث قال في كتاب الكنى: "أبو صخر حميد بن زياد المدني: ليس بالقوي" [الصارم المنكي (٢٥١)].
والتضعيف المنقول عن أحمد في ذلك يمكن حمله على ما رواه حاتم بن إسماعيل عنه فقط، فقد قال حمدان بن علي الوراق: "سئل أحمد بن حنبل عن حميد بن صخر؟ فقال: ضعيف" [ضعفاء العقيلي (١/ ٢٧٠)].
• وكلام البخاري في تاريخه يدل على جعلهما واحدًا، وتبعه على ذلك الناس:
فقد ترجم البخاري في التاريخ الكبير (٢/ ٣٥٠) لحميد بن زياد أبي صخر الخراط المديني، فلم يذكر في شيوخه المقبري، ولا فيمن روى عنه حاتمًا، لكن قال في آخر ترجمته: "وقال بعضهم: حميد بن صخر"، ولم يترجم لابن صخر في كتابه، فدل على أنه أراد صاحب الترجمة، لاسيما وقد ذكر في شيوخه: محمد بن كعب القرظي، وعمارًا الدهني، وابن قسيط، وقد روى حاتم بن إسماعيل عن حميد بن صخر عن هؤلاء، فدل