وقال أحمد:"هذا حديث أم هانئ؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلى الضحى ثمان ركعات: حديث ثبت" [التمهيد (١٣/ ١٨٧)].
* وقد توبع عليه عمرو بن مرة:
فقد روى ابن عيينة، عن يزيد، عن ابن أبي ليلى، قال: أدركت الناس وهم متوافرون، أو متوافون، فلم يخبرني أحد أنه صلى الضحى إلا أم هانئ؛ أخبرتني أنه صلاها ثمان ركعات.
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٧٨٠٨/١٧٥)(٥/ ١٨٦/ ٨٠٢٢ - ط. الشثري).
وهذا إسناد جيد في المتابعات؛ فإن يزيد بن أبي زياد في الأصل: صدوق عالم؛ إلا أنه لما كبر ساء حفظه وتغير، وكان إذا لُقِّن تلقَّن، فهو: ليس بالقوى؛ كما قال أكثر النقاد، لأجل ما صار إليه أمره [انظر: التهذيب (٩/ ٣٤٤)، الميزان (٤/ ٤٢٣)، الجامع في الجرح والتعديل (٣/ ٣١٥)]، وقد رواه يزيد بن أبي زياد عن عبد الرحمن بن أبي ليلى به هكذا، ورواه أيضًا عن عبد الله بن الحارث بن نوفل بنفس القصة عن أم هانئ، فلعله كان له فيه شيخان، والله أعلم.
* وفي التحفة (١٢/ ١٠/ ١٨٠٠٧): "وعن إبراهيم بن محمد التيمي، عن يحيى، عن سفيان، عن زبيد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، نحوه"، وقد عزاه إلى النسائي في الكبرى، في الصلاة.
وهذا إسناد صحيح غريب؛ زبيد بن الحارث اليامي: ثقة ثبت، وسفيان هو: الثوري، ويحيى هو: ابن سعيد القطان، وشيخ النسائي: إبراهيم بن محمد بن عبد الله بن عبيد الله التيمي المعمري أبو إسحاق البصري قاضيها: ثقة.
* ولحديث أم هانئ طرق أخرى كثيرة، منها:
١ - ما رواه مالك بن أنس، عن أبي النضر مولى عمر بن عبيد الله [وفي رواية: عن موسى بن ميسرة، وأبي النضر مولى عمر بن عبيد الله]، أن أبا مرة مولى أم هانئ بنت أبي طالب، أخبره أنه سمع أم هانئ بنت أبي طالب، تقول: ذهبت إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عام الفتح، فوجدته يغتسل، وفاطمة ابنته تستره بثوب، قالت: فسلمت [عليه]، فقال:"من هذه؟ "، فقلت:[أنا] أم هانئ بنت أبي طالب، فقال:"مرحبا بأم هانئ"، فلما فرغ من غسله، قام فصلى ثماني ركعات، ملتحفًا في ثوب واحد، ثم انصرف، فقلت: يا رسول الله! زعم ابن أمِّي عليٌّ أنه قاتل رجلًا [قد] أجرته، فلان ابن هبيرة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "قد أجَرنا من أجَرتِ يا أم هانئ"، قالت أم هانئ: وذلك ضحىً.
أخرجه مالك في الموطأ (١/ ٢١٧/ ٤١٦)، ومن طريقه: البخاري في الصحيح (٢٨٠ و ٣٥٧ و ٣١٧١ و ٦١٥٨)، وفي الأدب المفرد (١٠٤٥)، ومسلم في الحيض (٣٣٦/ ٧٠)، وفي صلاة المسافرين (٣٣٦/ ٨٢)، [تقدم تحت الحديث رقم (٦٣٦)، راجع فضل الرحيم الودود (٧/ ٢١٣/ ٦٣٦)].