للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد وقع خلط كثير في ترجمة من يقال له: محمد بن قيس، انظر مثلًا: العلل ومعرفة الرجال (٢/ ٥٠٤ - ٥٠٦/ ٣٣٢٥ - ٣٣٣٣)، التاريخ الكبير (١/ ٢١٢)، الجرح والتعديل (٨/ ٦٣ و ٦٤)، المعرفة والتاريخ (٣/ ٩٦)، الثقات (٧/ ٣٩٢ و ٣٩٣).

١٥ - ورواه أمية بن بسطام [ثقة، وهو: ابن عم يزيد بن زريع، روى له الشيخان عن يزيد بن زريع]، قال: نا يزيد بن زريع [ثقة ثبت]، عن روح بن القاسم [ثقة حافظ]، عن محمد بن المنكدر [تابعي ثقة، من الثالثة]؛ أن أم هانئ حدثت؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - دخل عليها يوم الفتح، فصلى الضحى أربع ركعات.

أخرجه الطبراني في الكبير (٢٤/ ٤٣٢/ ١٠٥٧)، وفي الأوسط (١/ ٢٢١/ ٧٢٧).

وهذا حديث غير محفوظ بذكر الأربع ركعات، والمحفوظ عن أم هانئ: ثمان ركعات، كما رواه عنها ثقات أصحابها.

ومحمد بن المنكدر: لم يدرك أم هانئ؛ فإن بين وفاتيهما ما يزيد على سبعين سنة، وكانت وفاته سنة (١٣٠)، وقد ذكر ابن المديني عن ابن عيينة أنه بلغ نيفًا وسبعين سنة، قال ابن حجر: "فيكون مولده على هذا قبل سنة ستين بيسير"، وأم هانئ توفيت قبل سنة ستين [التهذيب (٤/ ٧٠٢)، التقريب (١٠٥٦)، التهذيب (٣/ ٧١٠)]، والله أعلم.

* وللحديث أسانيد أخرى عن أم هانئ لا تخلو من مقال، أو اشتملت على ألفاظ منكرة، مثل قوله: "ثم ركع في هذا المسجد - لمسجد في بيتها - أربع ركعات"، وكل من قال فيه: أربع ركعات أو ست؛ فهو واهم:

أخرجها ابن سعد في الطبقات (٢/ ١٤٤)، والطبراني في الكبير (٢٤/ ١٠٢٣/٤٢١) و (٢٤/ ٤٢٨ - ٤٢٩/ ١٠٤٦ و ١٥٤٧) و (٢٤/ ٤٣٠/ ١٠٥١ - ١٠٥٤) و (٢٤/ ٤٣١/ ١٠٥٥) و (٢٤/ ٤٣٢/ ١٠٥٧) و (٢٤/ ٤٣٨/ ١٠٧٠)، والدارقطني في الأفراد (٢/ ٤١٨/ ٥٩٨٢ - أطرافه)، والحاكم في المستدرك (٤/ ٥٣) (٨/ ٤٢٨/ ٧٠٤٤ - ط. الميمان)، والبيهقي (١/ ٨)، [وانظر: علل الدارقطني (١٥/ ٣٦٦/ ٤٠٧٠)، وفيه سقط ظاهر، وخلل بين في سياق الاختلاف على مجاهد] [وانظر: فضل الرحيم الودود (١/ ٣٢٩/ ٧٧)، في أحد طرق حديث مجاهد عن أم هانئ].

* قال ابن حجر في الفتح (٣/ ٥٣): "قوله: دخل بيتها يوم فتح مكة فاغتسل وصلى، ظاهره أن الاغتسال وقع في بيتها، ووقع في الموطأ ومسلم من طريق أبي مرة عن أم هانئ أنها ذهبت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو بأعلى مكة فوجدته يغتسل، وجمع بينهما بأن ذلك تكرر منه، ويؤيده ما رواه ابن خزيمة من طريق مجاهد عن أم هانئ وفيه: أن أبا ذر ستره لما اغتسل، وفي رواية أبي مرة عنها أن فاطمة بنته هي التي سترته، ويحتمل أن يكون نزل في بيتها بأعلى مكة، وكانت هي في بيت آخر بمكة، فجاءت إليه فوجدته يغتسل، فيصح القولان، وأما الستر فيحتمل أن يكون أحدهما ستره في ابتداء الغسل، والآخر في أثنائه، والله أعلم".

<<  <  ج: ص:  >  >>