للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

١٤ - ورواه حماد بن سلمة [وعنه: موسى بن إسماعيل، وحجاج بن منهال]، وحميد الطويل [وعنه: معتمر بن سليمان، وخالد بن عبد الله الواسطي، وإبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية، وهو: حمصي، ليس به بأس، تقدم الكلام عليه تحت الحديث رقم (٣٩٦)، لكن في الإسناد إليه: مجاهيل، فلا يثبت عنه]:

عن محمد بن قيس [وفي رواية حماد: قاص أو قاضي عمر بن عبد العزيز، وكان شيخًا كبيرًا]، عن أم هانئ؛ أنها قالت: صلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الضحى في بيتي يوم الفتح ثمان ركعات. ووقع في رواية حميد: ست ركعات، وهي وهم.

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (١/ ٢١٢)، وبحشل في تاريخ واسط (٧٤)، والطبراني في الكبير (٢٤/ ٤٣٥/ ١٠٦٣ و ١٠٦٤)، وفي الأوسط (٣/ ١٣٨/ ٢٧٢٧) و (٤/ ٣٥٢/ ٤٤١٠)، وفي مسند الشاميين (٣/ ٢٤٦٩/٣٦٢).

وهذا إسناد رجاله ثقات؛ وهو مرسل؛ إن كان محمد بن قيس هذا هو: المدني قاص أو قاضي عمر بن عبد العزيز، وهو: ثقة، وروايته عن الصحابة مرسلة [تاريخ دمشق (٥٥/ ١٠٨)، التهذيب (٣/ ٦٨١)].

وقيل: هو غيره، فقد ذهب أبو حاتم إلى التفريق بين قاص عمر، وبين راوي هذا الحديث، فقال أبو حاتم: "محمد بن قيس قاص عمر بن عبد العزيز: مديني، روى عن أبي هريرة مرسل، وعن جابر مرسل، ... "، وقال في راوي هذا الحديث: "محمد بن قيس: روى عن جابر بن عبد الله وأم هانئ، روى عنه: حميد الطويل وحماد بن سلمة"، ويؤيد ذلك أن ابن معين لما سئل: "مَن محمد بن قيس الذي يروي عنه حميد؟ قال: أظنه مكيًا"، وقاص عمر بن عبد العزيز: مدني، وقال عباس الدوري: "سمعت يحيى يقول: حدث حميد الطويل عن محمد بن قيس، قال يحيى: ومحمد بن قيس هذا: مجهول"، ومع كونه مجهولًا، غير معروف بالطلب، مع قلة ما يروي، فقد وثقه ابن المديني، قال ابن المديني: "محمد بن قيس: مكي، روى عن جابر؛ ثقة، ما أعلم أحدًا روى عنه غير حميد، وروى عن أم هانئ أيضًا" [تاريخ ابن معين للدوري (٣/ ١٠٣/ ٤٢٣) و (٤/ ٣٢٤/ ٤٦٠٧)، الجرح والتعديل (٨/ ٦٣ و ٦٤)، تاريخ دمشق (٥٥/ ١٠٨)، الميزان (٤/ ١٧)، إكمال مغلطاي (١٠/ ٣١٩)، التهذيب (٣/ ٦٨١)].

وخالفهم: بحشل، فأبعد النجعة، وقال: "هذا محمد بن قيس، أخو سليمان بن قيس اليشكري"، ولم يدلل على صحة قوله بشيء، وتبعه على ذلك المزي والذهبي وابن حجر.

قلت: حديثه الذي رواه عن أم هانئ: حديث صحيح مع انقطاعه، لكونه تابع الثقات فيما رووه عن أم هانئ، دون رواية حميد التي قال فيها: ست ركعات، فهي منكرة مردودة.

وأما حديث جابر، فسيأتي ذكره في شواهد الحديث الآتي، وهو حديث منكر، لمخالفته أصحاب جابر في حديث قصة جمله المشهورة، ومجئيه فيها بما لم يتابع عليه، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>