وقال عبد الله بن أحمد بن حنبل: "حدثني أبو بكر بن خلاد، قال: سمعت يحيى بن سعيد، قال: قتادة لم يصحح عن معاذة" [العلل ومعرفة الرجال (٣/ ٢٢٧/ ٤٩٩٠)].
وقال ابن أبي حاتم: "أخبرنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، فيما كتب إليَّ، قال: حدثنا أبو بكر بن خلاد، قال: سمعت يحيى بن سعيد، يقول: قتادة: لم يصح عن معاذة" [المراسيل (٦٣٦)].
وقال الأثرم في الناسخ (٢٠٥ - ٢٠١): "فأما حديث قتادة عن معاذة: فإن قتادة فيما يقال لم يسمع من معاذة.
وأما حديث يزيد الرشك: فإني سمعت أبا عبد الله يضعفه".
* فيقال: قد صرح قتادة بسماعه من معاذة في حديث ابن أبي عروبة هذا عند مسلم في صحيحه، وكذا في رواية معمر عند أحمد.
وقد ثبت سماع قتادة من معاذة العدوية في أحاديث أخرى؛ فمنها:
• ما رواه همام، قال: حدثنا قتادة، قال: حدثتني معاذة؛ أن امرأة قالت لعائشة: أتجزي إحدانا صلاتها إذا طهرت؟ فقالت: أحرورية أنت؟ كنا نحيض مع النبي - صلى الله عليه وسلم - فلا يأمرنا به، أو قالت: فلا نفعله. [أخرجه البخاري (٣٢١)، وأحمد (٦/ ١٢٠)، [وقد تقدم تخريجه في فضل الرحيم الودود (٣/ ٢٦٣/٢٥٢)].
• وما رواه قتادة، قال: حدثتني معاذة العدوية، عن عائشة قالت: مرن أزواجكن أن يغسلوا عنهم أثر الخلاء والبول؛ فإني أستحي أن آمرهم بذلك، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يفعله. [رواية همام، عند أحمد (٦/ ١٣٠)، [وقد تقدم تخريجه في فضل الرحيم الودود (١/ ١٦٨/ ٤٤)].
وقلت في الموضع السابق (٣/ ٢٥٣): "وفي هذه الرواية عند البخاري وغيره: التصريح بسماع قتادة من معاذة العدوية، وسماع قتادة منها ثابت بهذه الرواية، وفي حديث عند مسلم برقم (٧١٩)، وعند أحمد (٦/ ١٦٨)، وتقدم في حديث: "مرن أزواجكن أن يستطيبوا بالماء ... " تحت الحديث رقم (٤٤) من السنن [وانظر: الجرح والتعديل (٧/ ١٣٥)، والعلل لابن أبي حاتم (١/ ٤٢/ ٩١)].
وهذا يرد قول أحمد بن حنبل، ويحيى القطان في نفي سماع قتادة من معاذة [علل الحديث ومعرفة الرجال، رواية الميموني رقم (١٥)، العلل ومعرفة الرجال (٣/ ٢٢٦/ ٤٩٩٠)، مسائل أبي داود لأحمد بن حنبل (٢٠٦٠)، المراسيل (٦٣٦)، تحفة التحصيل (٢٦٤)، السير (٥/ ٢٧٧)] ".
وقد اختلف قتادة ويزيد الرشك على معاذة في حديث غسل أثر الغائط والبول، فأسنده قتادة، وأوقفه يزيد، قال ابن أبي حاتم في العلل (١/ ٤٢/ ٩١): "قلت لأبي زرعة: إن شعبة يروي، عن يزيد الرشك، عن معاذة، عن عائشة موقوفًا، وأسنده قتادة، فأيهما أصح؟ قال: حديث قتادة مرفوعًا أصح، وقتادة أحفظ، ويزيد الرشك ليس به بأس".