قال البزار:"وهذا الحديث لا أعلم رواه عن سفيان إلا النعمان بن عبد السلام، ولا عن الحسن بن صالح إلا يحيى بن فصيل".
قلت: أما شقه الثاني فهو ثابت من حديث المغيرة بن شعبة [البخاري (١١٣٠ و ٤٨٣٦ و ٦٤٧١)، مسلم (٢٨١٩)]، ومن حديث عائشة [البخاري (٤٨٣٧)، مسلم (٢٨٢٠)].
وأما شقه الأول: فليس لدينا ما يعارضه؛ لأن ذلك إخبار عما شاهده أبو هريرة بنفسه من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحاله في ذلك قريب من حال عائشة وابن عمر، في عدم اطلاعهم على ذلك من رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا يخالفه وصية النبي - صلى الله عليه وسلم - له بركعتي الضحى، لاختلاف الجهة، والله أعلم.
* والحاصل: فإن حديث أبي هريرة هذا حديث صحيح، رجاله ثقات، سمع بعضهم من بعض، ولا تضره غرابة إسناده؛ فإنها تحتمل من أمثال هؤلاء، والله أعلم.
٧ - حديث أبي هريرة:
قال البزار (١٥/ ٦١/ ٨٢٨٣): حدثنا خالد بن يوسف، قال: حدثني أبي، عن موسى بن عقبة [ثقة فقيه]، قال: حدثني عبيد الله بن سلمان [ثقة]، عن أبيه [سلمان أبو عبد الله الأغر: تابعي ثقة]؛ أنه سمع أبا هريرة، يقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان لا يترك صلاة الضحى في سفر ولا غيره.
قال البزار:"وهذه الأحاديث لا نعلمها تروى عن أبي هريرة إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد، ولا نعلم حدث بها عن موسى إلا يوسف بن خالد، ويوسف بن خالد كان رجلًا قد كتب الحديث، رحل فيه إلى الكوفة، فكتب عن الأعمش، وكان أول من وضع الكتب المبسوطة في الوثائق، ولكن دخل في الكلام فجاوز حد أهل العلم؛ فضعف حديثه من أجل ذلك".
قلت: هذا حديث باطل عن موسى بن عمْبة؛ يوسف بن خالد السمتي: متروك، كذبه ابن معين والفلاس وأبو داود، ورماه ابن حبان بالوضع [انظر: التهذيب (٤/ ٤٥٤) وغيره]، وأما ابنه خالد بن يوسف: فضُعِّف، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"يعتبر حديثه من غير روايته عن أبيه" [انظر: الثقات (٨/ ٢٢٦)، الكامل (٣/ ٤٥)، الميزان (١/ ٦٤٨)، اللسان (٣/ ٣٥٠)].
٨ - حديث أنس بن مالك:
رواه محمد بن المثنى [أبو موسى الزمن: بصري، ثقة ثبت]، والعباس بن يزيد البحراني [بصري، صدوق]:
عن حكيم بن معاوية الزيادي، قال: حدثنا زياد بن عبيد الله بن الربيع الزيادي، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك؛ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يصلي الضحى ست ركعات.
أخرجه الترمذي في الشمائل (٢٨٩)، وابن شاهين في الناسخ (٢٠٥)، وفي الترغيب