للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقد سلك فيه الجادة والطريق السهل، حين قال: حميد عن أنس؛ وإنما يرويه جماعة من ثقات أصحاب حميد عنه، فقالوا: عن محمد بن قيس، عن جابر، وهو الحديث الآتي.

قال البرذعي في سؤالاته لأبي زرعة الرازي (٢/ ٣٨٠): "حديث زياد بن عبد الله، عن حميد، عن أنس في صلاة الضحى؟ " فقال أبو زرعة: "خطأ؛ إنما هو: حميد، عن محمد بن قيس، عن جابر".

وقال ابن حجر في النكت الظراف (١/ ١٩٠/ ٦٧٢ - بهامش التحفة): "فهذه علته"، وتحرف عنده: محمد بن قيس، إلى: محمد بن نفيس.

٩ - حديث جابر بن عبد الله:

رواه معتمر بن سليمان، وابن أبي عدي، وخالد بن عبد الله الواسطي [وهم ثقات، [وسقط من إسناد الأخير: شيخه حميد الطويل]، وإبراهيم بن عبد الحميد بن ذي حماية [ليس به بأس، لكن في الإسناد إليه: مجاهيل]:

قال معتمر: سمعت حميدًا، عن محمد بن قيس، عن جابر بن عبد الله: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - أعرض عليه بعيرًا لي، فرأيته صلى الضحى ست ركعات. وفي رواية: كنت أعرض بعيرًا لي على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأبصرته يصلي من الضحى ستًا. وبنحوه رواية خالد.

ورواه ابن أبي عدي، عن حميد، عن رجل يقال له: محمد بن قيس: رأيت جابر بن عبد الله يتطوع في السفر. هكذا موقوفًا، وفيه إثبات الرؤية والإدراك.

ورواية ابن ذي حماية: قُطع بي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فحملني على جمل، فمر بي وأنا أضربه في أخرى الناس، فضربه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسوط، فما زال في أوائل الناس، فلما قدمنا مكة أتيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أرده إليه، فوجدته يصلي صلاة الضحى ست ركعات.

أخرجه البخاري في التاريخ الكبير (١/ ٢١٢)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٣/ ٣٥٠/ ٣١٧٧ - إتحاف المهرة)، وأبو عمرو إسماعيل بن نجيد السلمي في حديثه (٣٩) (٩٨٩ - فوائد ابن منده) [وسقط من إسناده حميد]. والطبراني في الأوسط (٣/ ١٣٧/ ٢٧٢٤) و (٤/ ٣٥٢/ ٤٤١١)، وفي مسند الشاميين (٣/ ٣٦٢/ ٢٤٧٠).

قال الطبراني: "لا يروى هذا الحديث عن جابر إلا بهذا الإسناد، تفرد به معتمر".

قلت: هو حديث منكر؛ أصله حديث جابر في قصة جمله المشهورة، وقد رواه عن جابر جماعة من ثقات التابعين؛ فلم يأتوا فيه بهذه الألفاظ، وقد أشرت إليه في الشاهد الرابع، والمحفوظ في هذا في الصحيحين وغيرهما: فجئت المسجد؛ [يعني: بالمدينة]، فوجدته على باب المسجد، قال: "الآن حين قدمتَ"، قلت: نعم، قال: "فدع جملك، وادخل فصل ركعتين"، قال: فدخلت، فصليت، ثم رجعت [راجع الشاهد الرابع].

ومحمد بن قيس هذا: مجهول، وثقه ابن المديني، وسبق الكلام عليه في آخر طرق حديث أم هانئ السابق، فراجعه، وقد قلت هناك بأن حديثه عن أم هانئ صحيح، وأما

<<  <  ج: ص:  >  >>