لجابر بن سمرة: أكنت تجالس رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: نعم، وكان طويل الصمت، قليل الضحك، وكان أصحابه يذكرون عنده الشعر، وأشياء من أمورهم، فيضحكون، وربما تبسم.
وفي رواية: شهدت النبي - صلى الله عليه وسلم - أكثر من مائة مرة في المسجد، وأصحابه يتذاكرون [وفي رواية: يتناشدون] الشعر و [يتذاكرون] أشياء من أمر الجاهلية [وهو ساكت]، فربما تبسم معهم.
وفي أخرى: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى الفجر لم يقم من مجلسه الذي صلى فيه حتى تطلع الشمس.
أخرجه الترمذي في الجامع (٢٨٥٠)، وفي الشمائل (٢٤٧)، وابن حبان (١٣/ ٩٧/ ٥٧٨١)، وأحمد (٥/ ٨٦ و ٨٨ و ٩١ و ١٠٥)، وابن سعد في الطبقات (١/ ٣٧٢)، وابن أبي شيبة في المصنف (٥/ ٢٧٨ /٢٦٠٦٢)، وفي الأدب (٤١٠)، وابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (١/ ١٢٤/ ٣٦١ - السفر الثاني)، والبزار (١٠/ ١٨٦/ ٤٢٦٨)، وأبو يعلى (١٣/ ٤٤٦/ ٧٤٤٩)، وابن جرير الطبري في تهذيب الآثار (٢/ ٦٣٢/ ٩٣٣ - مسند عمر)، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة (١/ ٤٧٨/ ٤٦١)، والطحاوي في المشكل (٤/ ٣٠٧ ١٦٢٣)، والطبراني في الكبير (٢/ ١٩٥/ ١٧٨٩) و (٢/ ٢٢٩/ ١٩٤٨) و (٢/ ٢٣٠/ ١٩٥٣) و (٢/ ٢٣١/ ١٩٦٠)، وفي الأوسط (٧/ ١٢٠/ ٧٠٣١)، وابن عدي في الكامل (٤/ ١٥)، وأبو الشيخ في طبقات المحدثين (٤/ ٧٥)، وأبو نعيم الأصبهاني في كتاب الشعراء (٤٤ - المنتخب)، والبيهقي (١٠/ ٢٤٠)، والبغوي في شرح السنة (١٢/ ٣٧٩/ ٣٤١١)، وفي الشمائل (٣٣٥)، [التحفة (٢/ ١٩٥/ ٢١٧٦)، الإتحاف (٣/ ٨٢/ ٢٥٦١)، المسند المصنف (٤/ ٥٥٧/ ٢٣٠٧)].
قال الترمذي:"هذا حديث حسن صحيح، وقد رواه زهير عن سماك أيضًا".
وقال البزار:"وهذا الحديث لا نعلم أحدًا يرويه عن سماك إلا شريك".
قلت: قد توبع عليه شريك، لكن يبقى الحديث على ضعفه في تناشد الأشعار؛ لأن من أتوا بهذه الزيادة ليسوا في رتبة أصحاب سماك المقدَّمين فيه ممن سمعوا منه قديمًا قبل أن يلقَّن، مثل سفيان الثوري وشعبة وزهير بن معاوية وزكريا بن أبي زائدة وزائدة بن قدامة وإسرائيل، ومن كان في طبقتهم.
وأما تصحيح الترمذي لحديثه؛ فقد علل التصحيح بمتابعة زهير له، لكنها متابعة غير تامة، فقد تابعه على بعض المتن دون بعض: ففي حديث زهير:
كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح حتى تطلع الشمس.
وكان يطيل الصمت.
وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية، فيضحكون ويتبسم - صلى الله عليه وسلم -.
فلم يتابع شريكًا على قوله: يتناشدون الشعر.
• ورواه أبو داود الطيالسي: ثنا شريك، وقيس، عن سماك بن حرب، قال: قلت