للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ونسخة التاريخ الكبير التي بين أيدينا هي من رواية محمد بن سهل بن كردي البصري الفسوي المقرئ [راجع: اللسان (٧/ ١٨٧)، وقد رد على من جهَّله، ثم قال بأنه معروف موثَّق].

فكيف يقبل بعد ذلك قول محمد بن سليمان بن فارس: "سئل أبو عبد الله - يعني: البخاري - عن حديث يعلى أصحيح هو؟ فقال: نعم" [سنن البيهقي (٢/ ٤٨٧)، المعرفة (٢/ ٢٩٦/ ١٣٥١)].

قلت: أبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس النيسابوري الدلال: شيخ لابن حبان أخرج له في صحيحه (٨٣٦ و ١٨١٢ و ٢٦٩٩ و ٣٢٩٩ و ٣٣٠٢)، روى عن البخاري كتاب التاريخ الكبير، ورواه من طريقه جماعة من الأئمة، منهم الدارقطني والحاكم والبيهقي والخطيب وغيرهم، وأنفق على طلب العلم أموالًا كثيرة، وسئل أبو عبد الله محمد بن يعقوب بن الأخرم الحافظ عنه، فقال: "ما أنكرنا عليه إلا لسانه؛ فإنه كان فحاشًا" [الإرشاد للخليلي (٣/ ٨٥٨)، الكفاية (٣٤٩)، الأنساب (٢/ ٥١٩)، تاريخ الإسلام (٢٣/ ٤٤٠)].

قال ابن حجر في ذكر مصنفات البخاري في هدي الساري (٤٩٢): "والتاريخ الكبير: يرويه عنه أبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس، وأبو الحسن محمد بن سهل الفسوي وغيره" [وذكره في التغليق (٥/ ٤٣٦) أيضًا].

قال الخطيب في الكفاية (٣٤٩): "وقد كان أبو أحمد محمد بن سليمان بن فارس النيسابوري سمع من محمد بن إسماعيل البخاري كتاب التاريخ الكبير غير أجزاء يسيرة من آخره؛ فإنه لم يسمعها، وأجازها البخاري له، ثم روى ابن فارس الكتاب، وسمعه منه أبو الحسن علي بن إبراهيم المستملي المعروف بالنجاد، سوى ذلك القدر الذي لم يسمعه ابن فارس من البخاري، فإن المستملي أخذه عن ابن فارس إجازة أيضًا، ثم روى المستملي ببغداد جميع الكتاب، وسمعه منه كافة أهل العلم من أصحاب الحديث، وكتبه عنه أبو الحسن الدارقطني وغيره بكماله، وقرئ عليه ما في آخره إجازة عن ابن فارس عن إجازة البخاري له ذلك".

وقال السمعاني في ترجمته من الأنساب (٢/ ٥١٩): "وكان التمس من محمد بن إسماعيل البخاري نزول داره، فنزل عنده مدة، وقرأ عليه كتاب التاريخ من أوله إلى باب فضيل" [ونقل ذلك الذهبي في تاريخ الإسلام (٢٣/ ٤٤٠)].

وقد ذكر العلامة المعلمي اليماني في مقدمته على كتاب الموضح للخطيب البغدادي ما يزيل بعض الإشكالات، فمن ذلك قوله: "فكلام ابن أبي حاتم؛ [يعني: في كتابه بيان خطأ البخاري] كان بحسب النسخة التي أخرجها البخاري أولًا، وكلام الخطيب؛ [يعني: في كتابه الموضح] بالنظر إلى النسخة التي أخرجها ثانيًا، وهي رواية أبي أحمد محمد بن سليمان بن فارس الدلال النيسابوري المتوفى سنة ٣١٢ هـ، ... ، وفي رواية ابن فارس

<<  <  ج: ص:  >  >>