للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وأما ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية [كما في مجموع الفتاوى (٢١/ ٢٩٠)، في رد حديث الأزدي لكونه إذا ذكر النهار في الحديث على هذه الهيئة لم يكن الجواب منتظمًا؛ فهذا صحيح، إذ كيف يقال: صلاة الليل والنهار مثنى مثنى، ثم يتبعها مباشرة بقوله: فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة؛ فلا ينتظم حينئذ الجواب، ولو أراد النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يذكر هيئة صلاة النهار، لأخر ذكرها في الكلام حتى لا يدخل عليها هذا القيد المتعلق بالوتر في صلاة الليل، وقد ختم شيخ الإسلام حجته على تضعيف حديث الأزدي بقوله: "فلم يذكر ما في أوله؛ [يعني: سؤال السائل]، ولا ما في آخره؛ [يعني: القيد المتعلق بالوتر]، وزاد في وسطه؛ [يعني: صلاة النهار]، وليس هو من المعروفين بالحفظ والإتقان، ولهذا لم يخرج حديثه أهل الصحيح البخاري ومسلم، وهذه الأمور وما أشبهها متى تأملها اللبيب علم أنه غلِطَ في الحديث"، وكان قال قبل بحثه المفصل في رد حديث الأزدي: "وهو خلاف ما رواه الثقات المعروفون عن ابن عمر؛ فإنهم رووا ما في الصحيحين: أنه سئل عن صلاة الليل، فقال: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الفجر فأوتر بواحدة"، ولهذا ضعف الإمام أحمد وغيره من العلماء حديث البارقي، ولا يقال: هذه زيادة من الثقة؛ فتكون مقبولة؛ لوجوه: ... "، ثم ذكرها [وانظر أيضًا: مجموع الفتاوى (٢٣/ ١٦٩)].

• وحديث علي الأزدي هذا عن ابن عمر: قد صححه جماعة مشيًا على ظاهر السند، مع إطلاق القول بقبول الزيادة من الثقة، مثل: الخطابي، فقد قال في المعالم (١/ ٢٧٨): "روى هذا الحديث عن ابن عمر: نافع وطاووس وعبد الله بن دينار، لم يذكر فيه أحد صلاة النهار، إنما هو: صلاة الليل مثنى مثنى، إلا أن سبيل الزيادات أن تقبل" [البدر المنير (٤/ ٣٦٠)]، والبيهقي في الخلافيات (٢/ ٢٨٨ - مختصره) حيث قال: "وهذا حديث صحيح، رواته ثقات، فقد احتج مسلم بعلي بن عبد الله البارقي الأزدي، والزيادة من الثقة مقبولة، وقد سئل البخاري عن حديث يعلى بن عطاء: أصحيح هو؟ قال: نعم".

وكذلك صححه النووي في المجموع (٤/ ٥٣)، والخلاصة (١/ ٥٥٣/ ١٨٧٢) و (١/ ٦٠٣/ ٢٠٦٢)، وغيرهم.

• وقد رواه من قول ابن عمر موقوفًا عليه:

أ - الليث بن سعد، وابن وهب [وهما: مصريان، ثقتان ثبتان]:

عن عمرو بن الحارث [مصري، ثقة حافظ]، عن بكير بن عبد الله بن الأشج [مدني، نزيل مصر، ثقة ثبت، إمام]، عن عبد الله بن أبي سلمة [الماجشون: مدني، ثقة]، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان حدثه؛ أنه سمع عبد الله بن عمر، يقول: صلاة الليل والنهار مثنى مثنى. يريد به التطوع.

أخرجه ابن وهب في الجامع (٣٥٠)، والبخاري في التاريخ الكبير (١/ ٢٨٥)، وأبو داود في مسائله لأحمد (١٩٦٨)، والبيهقي (٢/ ٤٨٧)، وابن عبد البر في التمهيد (١٣/ ٢٤٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>