وقال ابن رجب في الفتح (٦/ ٢٣٧): "ذكر الأثرم أنه ذكر لأبي عبد الله - يعني: أحمد بن حنبل - حديث ابن أبي زائدة هذا من الوجهين، فقال: في الإسناد الأول: عاصم، لم يرو عن عبد اللّه بن شقيق شيئًا، ولم يروه إلا ابن أبي زائدة، وما أدري؟
فذكر له الإسناد الثاني، فقال أحمد: هذا أراه اختصره من حديث: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا خفت الصبح فأوتر بواحدة"، وهو بمعناه. قال: فقلت له: روى هذين أحد غيره؟ قال: لا".
ثم قال ابن رجب: "قلت: والظاهر أنه اختصر حديث عبد الله بن شقيق عن ابن عمر أيضًا، كما اختصر حديث عبيد الله عن نافع عنه، والله أعلم".
قلت: لم ينفرد بأصله ابن أبي زائدة؛ فقد تابعه عليه: ليث بن أبي سليم حيث قال فيه: "فبادر الصبح بركعة" [عند أحمد]، لكن يبقى أن تكون هذه اللفظة هي معنى ما روى الجماعة من حديث عبد الله بن شقيق عن ابن عمر مرفوعًا: "فإذا خشيت الصبح فأوتر بركعة"، وما كان في معناه مما رواه أيضًا أصحاب ابن عمر على كثرتهم، وبهذا يظهر أن حديث ابن أبي زائدة مختصر مروي بالمعنى، والله أعلم.
* هكذا روى الحديث عن عبد اللّه بن شقيق عن ابن عمر مرفوعًا: أيوب السختياني، وبديل بن ميسرة، وعمران بن حدير، والزبير بن الخريت، وقتادة، وخالد بن مهران الحذاء، وعاصم بن سليمان الأحول [وهم سبعة من الثقات].
١٩ - ورواه أبو بشر جعفر بن أبي وحشية [ثقة]، واختلف عليه:
أ - فرواه شعبة، عن أبي بشر: سمعت عبد الله بن شقيق، يحدث عن ابن عمر؛ أن رجلًا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن الوتر؟ قال: فمشيت أنا وذاك الرجل، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "صلاة الليل مثنى مثنى، والوتر ركعة"، قال شعبة: لم يقل: من آخر الليل.
أخرجه أحمد (٢/ ٨١)، والنسائي في الرابع من الإغراب (٩)، [المسند المصنف (١٤/ ٣٧٥/ ٦٩٨٢)].
ب - ورواه هشيم بن بشير، واختلف عليه:
* فرواه أبو داود الطيالسي، عن هشيم، عن أبي بشر، عن عبد الله بن شقيق، عن ابن عمر - رضي الله عنهما -، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ... فذكره.
أخرجه الطحاوي (١/ ٢٧٨).
والرفع هنا محفوظ، وهو حديث صحيح، وخالفه فأوقفه وقصر في إسناده: أبو بكر بن أبي شيبة، قال: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا أبو بشر، عن عبد الله بن شقيق، عن ابن عمر، قال: صلاة الليل مثنى مثنى، والوتر واحدة.
أخرجه ابن أبي شيبة (٢/ ٨٨/ ٦٨٠٨) (٤/ ٤٩٠/ ٦٩٨٢ - ط. الشثري).
* ورواه معمر بن سهل: حدثنا عبيد الله بن تمام، عن سعيد الجريري، عن عبد الله بن