شقيق، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:"صلاة الليل مثنى مثنى، تسلِّم في كل ركعتين، فإذا خشيت الصبح فأوتر بركعة".
أخرجه الطبراني في الكبير (١٣/ ٨٨٠٤/ ١٤٠٣).
قلت: هذا حديث منكر؛ بزيادة التسليم بين كل ركعتين.
عبيد الله بن تمام: ضعيف، روى أحاديث منكرة، وكذبه الساجي [اللسان (٥/ ٣١٩)]، والراوي عنه: معمر بن سهل بن معمر الأهوازي: شيخ لابن أبي عاصم والبزار، ذكره ابن حبان في الثقات، وقال:"شيخ متقن، يُغرب"، وله أفراد وغرائب ذكر بعضها الطبراني في معجمه الأوسط، والدارقطني في أفراده [انظر ترجمته: فضل الرحيم الودود (٨/ ١٩٥/ ٧٢٨)].
* قال محمد بن عبد الرحيم صاعقة:"سألت عليًا - يعني: ابن المديني -، عن عبد الله بن شقيق، رأى ابن عمر؟ قال: لا، ولكنه قد رأى أبا ذر، وأبا هريرة".
قال ابن عساكر:"ومن يدرك أبا هريرة وأبا ذر لا يمتنع أن يلقى ابن عمر؛ لأنه عاش بعدهما برهة" [المعرفة والتاريخ (٢/ ١٢٨)، تاريخ دمشق (٢٩/ ١٥٧)].
قلت: احتمال سماعه قوي؛ لأنه قد أدركه، لكني لم أقف على سماعه من ابن عمر من طريق ثابت؛ إلا ما رواه ليث بن أبي سليم [عند أحمد]، عن عاصم الأحول، عن عبد الله بن شقيق، قال: سألت ابن عمر عن صلاة الليل [تقدم في الطريقة الثامنة عشرة]، وليث: ضعيف، والبخاري لما ترجم له في التاريخ الكبير (٥/ ١١٦) ذكر سماعه من عائشة، وجواره لأبي هريرة، ولم يأت على ذكر ابن عمر؛ لكن عبد الله بن شقيق في هذا الحديث قد وافق أصحاب ابن عمر في روايتهم، ولم يأت فيه بما ينكر عليه، وذكر ركعتي الفجر قد تابعه عليها: أنس بن سيرين، كما سيأتي في الطريق الثانية والعشرين، وقد أخرج له مسلم هذا الحديث في جملة طرق حديث ابن عمر، فهو حديث صحيح لهذه القرائن، والله أعلم.
٢٠ - وروى عبد الله بن وهب، قال: أخبرني عمرو بن الحارث؛ أن عبد الرحمن بن القاسم حدثه، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر، قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "صلاة الليل مثنى مثنى، فإذا أردت أن تنصرف، فاركع ركعة توتر لك ما صليت".
قال القاسم: ورأينا أناسًا منذ أدركنا يوترون بثلاث، وإن كلًا لواسع أرجو أن لا يكون بشيء منه بأس.
أخرجه البخاري في الصحيح (٩٩٣)، وفي القراءة خلف الإمام (١٤٢)، والنسائي في المجتبى (٣/ ٢٣٣/ ١٦٩٢)، وفي الكبرى (١/ ٢٥١/ ٤٤٤)، وابن حبان (٦/ ٣٥٤/ ٢٦٢٤)، والطبراني في الكبير (١٢/ ٢٧٥/ ١٣٠٩٦)، والدارقطني في الأفراد (١/ ٥٤٧/ ٣١٤٣ - أطرافه)، وأبو طاهر المخلص في التاسع من فوائده بانتقاء ابن أبي الفوارس (١٨٩)(٢٠٧٦ - المخلصيات)، وأبو العباس المستغفري في فضائل القرآن (٥٠٥ و ٥٠٦)،