[التحفة (٥/ ٣٠٢/ ٧٣٧٤)، الإتحاف (٨/ ٦٢١/ ١٠٠٨٤)، المسند المصنف (١٤/ ٣٧٧/ ٦٩٨٣)].
قال الدارقطني: "تفرد به عبد الله بن وهب عن عمرو، وتفرد به عمرو عن عبد الرحمن"، قلت: لا يضرهما تفردهما؛ فهما من الثقات الحفاظ المكثرين الذين يحتمل منهم ذلك، لذا فقد احتمل البخاري منهما ذلك، وأخرج الحديث في صحيحه؛ وقد توبعا على أصله؛ كما ترى.
٢١ - فقد رواه أبو عبيدة الحداد [عبد الواحد بن واصل: ثقة]، وعثمان بن عمر بن فارس [ثقة]:
قال عثمان بن عمر: حدثني - وكان صدوقًا - مثنى بن حبيب العطار: حدثنا القاسم بن محمد، وسالم بن عبد الله؛ أن عبد الله بن عمر حدثهما؛ أنه كان عند المنبر ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - على المنبر، فجاء رجل من أهل البادية، فسأله عن صلاة الليل، فقال: "مثنى، فإذا خشيت أن برهقك" أو: "يدركك الصبح، فأركع ركعة توتر لك ما مضى".
وفي رواية أبي عبيدة الحداد، عن المثنى، قال: أتينا القاسم بن محمد بن أبي بكر، فسالناه، فحدثنا عن عبد الله بن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، بمثل حديث سالم.
أخرجه الطبراني في الأوسط (٤/ ٢٤٩/ ٤١١٠)، وابن ثرثال في جزئه (٣٨) (١٩٠ - الفوائد لابن منده).
قال الطبراني: "لم يرو هذا الحديث عن سالم والقاسم إلا أبو عبيدة".
قلت: قد أخرجه ابن ثرثال بإسناد صحيح إلى عثمان بن عمر عن المثنى بن حبيب به، والمثنى: صدوق، سمع سالم بن عبد الله، والقاسم بن محمد [الجرح والتعديل (٨/ ٣٢٥)]، وطريق سالم قد تقدم برقم (١٢).
وهذا إسناد جيد، وبه تزول الغرابة عن حديث ابن وهب.
٢٢ - وروى حماد بن زيد [ثقة ثبت]، وحماد بن سلمة [ثقة]:
عن أنس بن سيرين، قال: قلت لابن عمر: أرأيت الركعتين قبل صلاة الغداة أطيل فيهما القراءة، فقال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل مثنى مثنى، ويوتر بركعة، ويصلي الركعتين قبل صلاة الغداة، وكان الأذان بأذنيه. قال حماد بن زيد: أي سرعة. لفظ البخاري.
ولفظه عند مسلم: سألت ابن عمر، قلت: أرأيت الركعتين قبل صلاة الغداة، [أطيل فيهما القراءة؟ قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل مثنى مثنى، ويوتر بركعة، قال: قلت: إني لست عن هذا أسألك، قال: إنك لضخم! ألا تدعني أستقرئ لك الحديث؟ كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي من الليل مثنى مثنى، ويوتر بركعة، ويصلي ركعتين قبل الغداة؛ كأن الأذان بأذنيه.
أخرجه البخاري (٩٩٥)، ومسلم (٧٤٩/ ١٥٧)، وأبو نعيم في مستخرجه على مسلم