رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة من مغازيه ... فذكر قصة، وفيها "الإيمان ههن إلى لَخم وجُذَام"، فليستظهر بنسخ من سنن أبي داود لاحتمال أن يكون الأنصاري محرَّف من الأنماري".
وقال أيضًا في أمالي الأذكار (٧٤)، وفي نتائج الأفكار (٥/ ١٧٩): "مستنده أن ابن عساكر أخرج في ترجمة عروة بن رويم أحاديث عن جابر، وهو أنصاري، فجوز أن يكون هو الذي ذكر هنا، ولكن تلك الأحاديث من رواية غير محمد بن مهاجر عن عروة، وقد وجدت في ترجمة عروة هذا من مسند الشاميين للطبراني حديثين أخرجهما من طريق أبي توبة وهو الربيع بن نافع شيخ أبي داود فيه بهذا السند بعينه، فقال فيهما: حدثني أبو كبشة الأنماري، فلعل الميم كبرت قليلًا فأشبهت الصاد، فإن يكن كذلك فصحابي هذا الحديث أبو كبشة.
وعلى التقديرين فسند هذا الحديث لا ينحط عن درجة الحسن، فكيف إذا ضم إلى رواية أبي الجوزاء عن عبد الله بن عمرو، التي أخرجها أبو داود، وقد حسنها المنذري، وقد تقدم ذكر من صحح هذا الحديث من طريق عكرمة عن ابن عباس.
ويرد مجموع ذلك على كلام القاضي أبي بكر بن العربي، الذي نقله عنه الشيخ وأقره، ويبطل دعوى ابن الجوزي أن الحديث موضوع" [الفتوحات الربانية (٤/ ٣١٤)].
قلت: حديث أبي كبشة بالإسناد المذكور: أخرجه الطبراني في الكبير (٢٢/ ٣٤٢/ ٨٥٧)، وفي الأوسط (٤٠٠)، وفي مسند الشاميين (١/ ٢٩٩/ ٥٢٢) و (٢/ ٣١٨/ ١٤١٥).
ولم يذكر فيه سماعًا من أبي كبشة، وهو حديث مختلف فيه، فمرة يرويه عروة عن أبي كبشة، ومرة عن أنس، ومرة عن أبي خالد الحرسي عن أنس، ويأتي التنبيه عليه قريبًا.
* قلت: اختلف فيه على عروة بن رويم:
أ - فرواه محمد بن مهاجر، عن عروة بن رويم: حدثني الأنصاري؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لجعفر ... بهذا الحديث. وتقدم.
ب - ورواه أحمد بن أبي شعيب الحراني، وعمر بن خالد الرقي [وعنه: ابنه سليمان]: عن موسى بن أعين [جزري، ثقة]، عن أبي رجاء الخراساني [كذا نسبه في رواية ابن أبي شعيب خراسانيًا]، عن صدقة [قال في رواية عمر بن خالد: الدمشقي]، عن عروة بن رويم، عن ابن الديلمي، عن العباس بن عبد المطلب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "ألا أهب لك، ألا أعطيك، ألا أمنحك؟ " قال: فظننته أنه يعطيني من الدنيا شيئًا لم يعطه أحدًا قبلي، قال: "أربع ركعات إذا قلت فيهن ما أعلمك غفر الله لك، تبدأ فتكبر، ثم تقرأ بفاتحة الكتاب وسورة، ثم تقول: ... " فذكر صلاة التسبيح.
أخرجه الدارقطني في صلاة التسبيح (٤٧ - الترجيح)، وابن شاهين في الترغيب (٦٠ - أمالي الأذكار) (٥/ ١٧٤ - نتائج الأفكار)، وأبو نعيم الأصبهاني في كتاب قربان المتقين (١١/ ١٨٦/ ١٥٦٣٦ أ - النكت الظراف)، والخطيب في صلاة التسبيح (٤)، وابن الجوزي في الموضوعات (٢/ ٤٦٥/ ١٠٣٠)، وابن حجر في أمالي الأذكار (٦٠)، وفي نتائج الأفكار (٥/ ١٧٤).
قال ابن حجر: "هذا حديث غريب".