للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قلت: هو حديث منكر؛ أحمد بن عبد الله بن أبي شعيب الحراني، قال فيه أبو حاتم: "صدوق ثقة"، وذكره ابن حبان في الثقات، وله أوهام [التهذيب (١/ ٣٠)، الجرح والتعديل (٢/ ٥٧)، الثقات (٨/ ١٥)، السير (١٠/ ٦٦١)] [وانظر في أوهامه: علل ابن أبي حاتم (٣/ ٤٥٩/ ١٠٠٨ - ط. الحميد) و (٦/ ١٣٩/ ٢٣٩٣) و (٦/ ٥٥١/ ٢٧٤٧)].

وسليمان بن عمر بن خالد الأقطع الرقي؛ قال ابن أبي حاتم: "كتب عنه أبي بالرقة"، وذكره ابن حبان في الثقات [الجرح والتعديل (٤/ ١٣١)، الثقات (٨/ ٢٨٠)، فتح الباب (٣٩٩) وأبوه: عمر بن خالد: لا يُعرف روى عنه سوى ابنه سليمان، وهو قليل الرواية جدًّا، ولم أجد له رواية سوى عن موسى بن أعين، والخليل بن مرة، فهو: مجهول، ذكره ابن حبان في الثقات على عادته في توثيق المجاهيل، وترجمه بهذا الإسناد، فقال: "يروي عن موسى بن أعين، روى عنه ابنه سليمان بن عمر بن خالد"، وقال فيه الدارقطني: "لا بأس به" [الثقات (٨/ ٤٤٤)، سؤالات البرقاني (٣٤٨)، الثقات لابن قطلوبغا (٧/ ٢٨١)].

وأبو رجاء المذكور في هذا الإسناد يبدو لي أنه ليس بالخراساني، فقد يكون أحدهم أخطأ في نسبته، والأقرب عندي أنه أبو رجاء الجزري محرز بن عبد الله مولى هشام بن عبد الملك، وذلك لأنه هو الذي يروي عنه بلديه موسى بن أعين الجزري، وأما أبو رجاء الخراساني عبد الله بن واقد بن الحارث الهروي فإنه لا يُعرف بالرواية عن صدقة، ولا عنه موسى بن أعين، والخراساني والجزري: كلاهما ثقة، والله أعلم [وانظر: التدوين في أخبار قزوين (٣/ ٢٤٩)، فقد سماه بعضهم تفسيرًا، فقال: يعني: محرزًا].

قال ابن حجر: "ورجاله ثقات، إلا صدقة وهو الدمشقي، كما نسب في روايتنا، وكذا في رواية ابن شاهين [يعني: من رواية سليمان بن عمر بن خالد الرقي عن أبيه]، ووقع في رواية الدارقطني غير منسوب [يعني: من رواية ابن أبي شعيب]، فأخرجه ابن الجوزي في الموضوعات من طريق الدارقطني، وقال: صدقة هذا هو ابن يزيد الخراساني، ونقل كلام الأئمة فيه، ووهم في ذلك، والدمشقي هو ابن عبد الله ويعرف بالسمين، ضعيف من قبل حفظه، ووثقه جماعة، فيصلح للمتابعات، بخلاف الخراساني، فإنه متروك عند الجميع، وأبو رجاء الذي في السند اسمه: عبد الله بن محرز الجزري [كذا مقلوبًا]، وابن الديلمي اسمه: عبد الله بن فيروز".

قلت: سواء قلنا: هو صدقة بن عبد الله السمين، أو: صدقة بن يزيد الخراساني ثم الشامي، نزيل الرملة؛ فهو حديث منكر؛ أما الأول فهو: ضعيف، له أحاديث مناكير لا يتابع عليها، وأما الثاني فهو: ضعيف، وله مناكير أيضًا، وقدمه بعضهم على السمين [تاريخ دمشق (٢٤/ ٣٧)، اللسان (٤/ ٣١٥)، وغيرهما].

• والمعروف عن عروة بن رويم في هذا هو: ما رواه محمد بن مهاجر الشامي.

وعروة بن رويم: كثير الإرسال، بل عامة أحاديثه مراسيل، إما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مباشرة، وإما عن أكثر الصحابة، حتى قال إبراهيم بن موسى: "ليت شعري أنَّى أعلم عروة بن رويم ممن سمع؟ فإن عامة حديثه مراسيل" [الجرح والتعديل (٦/ ٣٩٦)، تاريخ دمشق (٤٠/

<<  <  ج: ص:  >  >>