للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

حديثه مناكير قلت: وزاد في اللسان (٢/ ٦٨) أن ابن عبد الهادي نقل عن شيخه المزي أو الذهبي أن إسحاق بن كامل: لا يُعرف.

وقال ابن ناصر الدين في الترجيح (٦٦)، وابن حجر في الإتحاف (٩/ ٣٧٨/ ١١٤٨١): "أحمد بن داود: كذبه الدارقطني".

وقال البيهقي في الشعب (١/ ٤٢٧): "وكان عبد الله بن المبارك يفعلها، وتداولها الصالحون بعضهم من بعض، وفيه تقوية للحديث المرفوع، وبالله التوفيق".

قلت: هو حديث موضوع؛ إسحاق بن كامل: مجهول، في حديثه مناكير، وأحمد بن داود بن عبد الغفار أبو صالح الحراني المصري: قال الدارقطني: "متروك كذاب وقال ابن حبان وابن طاهر: "يضع الحديث وقال المنذري: "وثقه الحاكم وحده" [الضعفاء والمتروكون (٥٢)، المجروحين (١/ ١٦٠ - ط. السلفي). اللسان (١/ ١٧٨)، الترغيب والترهيب (٣/ ٢٨١)، الإكمال لابن ماكولا (٤/ ٤١)، الكامل لابن عدي (٢/ ٤٦١) و (٢/ ١١٣) و (٦/ ٣٧٨)].

وبقية رجاله ثقات مشاهير، وإدريس بن يحيى أبو عمرو المعروف بالخولاني: صدوق [الجرح والتعديل (٢/ ٢٦٥)، الثقات (٨/ ١٣٣)، السير (١٠/ ١٦٥)، تاريخ الإسلام (١٥/ ٥٦)].

فكيف لا يُعرف حديث نافع إلا خارج بلده؛ عند أهل مصر، ولا يعرفه أهل المدينة، فأين عنه: مالك، وعبيد الله بن عمر، وأيوب السختياني، وجماهير أصحابه، فهذا مثلًا حديث نافع عن ابن عمر مرفوعًا: "إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل"، رواه عن نافع زهاء مائة وعشرين نفسًا، قال ابن حجر في الفتح (٢/ ٤١٦): "ورواية نافع، عن ابن عمر لهذا الحديث: مشهورة جدًا، فقد اعتنى بتخريج طرقه أبو عوانة في صحيحه فساقه من طريق سبعين نفسًا رووه عن نافع، وقد تتبعت ما فاته وجمعت ما وقع لي من طرقه في جزء مفرد لغرض اقتضى ذلك، فبلغت أسماء من رواه عن نافع: مائة وعشرين نفسًا. . ." [راجع تخريج حديث ابن عمر تحت الحديث رقم (٣٤٢)].

وهذا الحديث يدعي مصححوه أن الأمة قد عملت به إلى يومنا هذا، فأين أصحاب نافع عن هذه السنة العزيزة، فلم ينقلها عنه أصحابه، حتى يتفرد به عنه أهل مصر: ويزيد بن أبي حبيب، وحيوة بن شريح، وإدريس بن يحيى الخولاني: مصريون ثقات، وأراهم بريئون من هذا الحديث، وإنما علته هذا الكذاب الذي تفرد به، والله أعلم.

٣ - حديث العباس بن عبد المطلب:

روى أبو الأسود محمد بن حفص المروزي [لم أر من تكلم فيه بجرح أو تعديل. تاريخ بغداد (٣/ ٩٩ - ط. الغرب)]: حدثنا حماد بن عمرو النصيبي، عن أبي رافع، عن محمد بن المنكدر، عن عبد الله بن عباس، قال: قال عباس: مر بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال لي: "ألا أفيدك، ألا أمنحك، ألا أعطيك، ألا أستحبيك؟ "، فظننت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعطيني رغبًا من الدنيا، فقلت: بلى، بأبي أنت وأمي يا رسول الله! قال: "أربع ركعات في كل

<<  <  ج: ص:  >  >>