للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أصحاب الأوزاعي، فالاختلاف منه، وكأنه كان يحدث به على الوجهين، فيحمل على أن يحيى حمله عن أبي سلمة بواسطة، ثم لقيه فحدثه به، فكان يرويه عنه على الوجهين، والله أعلم".

قلت: ولا مزيد على هذا البيان؛ وإن كانت رواية ابن المبارك ومن معه أرجح من جهة كثرة من رواه على هذا الوجه عن الأوزاعي، لا سيما وفيهم أثبت الناس فيه، فهم أكثر عددًا، وأعلى ضبطًا لحديث الأوزاعي ممن رواه بالزيادة، ومن رواه بالزيادة متكلم في روايته عن الأوزاعي، أو في ضبطه، وعادة أبي حاتم تقديم قول الزائد لما معه من زيادة علم، لكنه هنا مال إلى قول الأحفظ والأثبت في الأوزاعي، وتبقى رواية مسلم محتملة لما قاله ابن حجر بانها من المزيد في متصل الأسانيد، وأن الأوزاعي كان يرويه على الوجهين، والله أعلم.

° قال ابن حبان: "في هذا الخبر دليل على إباحة قول الإنسان بظهر الغيب في الإنسان ما إذا سمعه اغتم به، إذا أراد هذا القائل به إنباه غيره دون القدح في هذا الذي قال فيه ما قال".

٤ - حديث عبد الله بن عمر:

روى معمر بن راشد [واللفظ له]، ويونس بن يزيد [ولفظه مختصر]، وسليمان بن موسى، وسعيد بن عبد العزيز [مختصراً]:

عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر، قال: كان الرجل في حياة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى رؤيا قصها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فتمنيت أن أرى رؤبا أقصها على النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: وكنت غلامًا شاباً عزبًا، وكنت أنام في المسجد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان كقرني البئر، وإذا فيها ناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، قال: فلقيهما ملك [آخر] فقال لي: لم تُرَعْ، فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "نِعْمَ الرجل عبد الله! لو كان يصلي من الليل! ".

قال سالم: فكان عبد الله بعد ذلك لا ينام من الليل إلا قليلاً.

وفي رواية يونس: "إن عبد الله رجل صالح".

وفي رواية سعيد بن عبد العزيز: كنت شاباً عزباً، وكنت أبيت في المسجد، وكان الرجل منهم إذا رأى الرؤيا أتى بها رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يعبرها.

وفي رواية سليمان بن موسى: كنت شابًا عزبًا أبيت في المسجد على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وكان الرجل من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا رأى رؤيا أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقصها عليه فعبرها له، قال ابن عمر: إن كان لي عندك خيرٌ فأرني رؤيا أقصها على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، قال عبد الله: فأتاني آتٍ فعمدني إلى النار، فإذا لها فم كفم البئر، وقرون كقرون النير، بين

<<  <  ج: ص:  >  >>