عبد الملك، عن محمد بن المنتشر، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة.
وخالفهم: عبيد الله بن عمرو الرقي، رواه عن عبد الملك بن عمير، عن جندب بن سفيان، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ووهم فيه، والذي قبله أصح عن عبد الملك".
قلت: لم يُعرف الحديث عن سفيان الثوري، ولا عن أبي حمزة السكري؛ إنما هو مشهور عن أبي عوانة وزائدة وجرير، لذا جرى ذكرهم على السُّنَّة الحفاظ.
وقال المزي في التحفة: "الصحيح: حديثه عن محمد بن المنتشر، عن حميد بن عبد الرحمن الحميري، عن أبي هريرة".
وقال ابن حجر في الإتحاف: "صححه [يعني: ابن جرير الطبري]، وفيه نظر، فإنَّ عبيد الله بن عمرو تفرد به، وخالفه أبو عوانة وزائدة وغير واحد، فرووه: عن عبد الملك بن عمير، عن محمد بن المنتشر، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة، من هذا الوجه أخرجه مسلم".
* قال ابن صاعد: "حميد بن عبد الرحمن الحميري: بصري، رجل من التابعين، ليس هو ابن عوف" [الزهد لابن المبارك].
قلت: وهو كما قال، كما ورد منسوبًا في إسناد هذا الحديث، ووهم من قال: هو ابن عوف. وانظر: الجمع بين الصحيحين للحميدي (٣/ ٣٢٢)، شرح مسلم للنووي (١/ ١٤٣) و (٨/ ٥٥)، التوضيح لابن الملقن (٣/ ٧٤).
قال ابن حجر في النكت الظراف (٩/ ٣٣٦ - حاشية التحفة) تعليقاً على ما وقع في سنن النسائي: "وقوله: ابن عوف؛ وهمٌ من غير النسائي، وقد رواه غير ابن السني فلم يقل فيه: ابن عوف، ونسبه مسلم في روايةٍ: الحميري".
° فإنَّ قيل: فإن هذا الحديث لا يصح لانقطاعه بين حميد بن عبد الرحمن الحميري، وبين أبي هريرة، وقد نص مسلم على ذلك في مقدمته.
فيقال: قال مسلم في المقدمة: " ... ، وأسند حميد بن عبد الرحمن الحميري عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بأحاديث، فكل هؤلاء التابعين الذين نصبنا روايتهم عن الصحابة الذين سميناهم لم يحفظ عنهم سماع علمناه منهم في رواية بعينها، ولا أنهم لقوهم في نفس خبر بعينه، وهي أسانيد عند ذوي المعرفة بالأخبار والروايات من صحاح الأسانيد، لا نعلمهم وهنوا منها شيئًا قط، ولا التمسوا فيها سماع بعضهم من بعض، إذ السماع لكل واحد منهم ممكن من صاحبه غير مستنكر، لكونهم جميعًا كانوا في العصر الذي اتفقوا فيه".
قلت: وليس في ذلك حجة على ضعف الحديث وانقطاعه، فإن مسلمًا وإن لم يثبت له السماع في حديث بعينه، ولكنه نقل لنا عن ذوي المعرفة بالأخبار والروايات تصحيح هذا الإسناد وقبوله، وعدم توهينه، وهو كما قال، وإلا لما أورده في صحيحه محتجاً به، وإدراك حميد بن عبد الرحمن الحميري لأبي هريرة ممكن غير مدفوع؛ فإنه قد لقي